فصل: (باب الضّاد والواو وما يثلثهما)

مساءً 7 :41
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
3
الأربعاء
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الضاد والفاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضفن‏)‏

الضاد والفاء والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رمْي الشَّيءِ بخفاء‏.‏ والأصل فيه ضَفَنت بالرّجُل الأرضَ، إِذا رميتَه وضربتَ الأرض به‏.‏ ومنه ضَفَن البعيرُ برِجْله‏:‏ خبط بها‏.‏ وضَفَن بغائِطِه‏:‏ رمى به‏.‏ وضَفَن الحِمْلَ على ناقته‏:‏ حَمَله عليها‏.‏ وضَفَنَه برِجْله‏:‏ ضَربه‏.‏ والقياس في ذلك كلِّه واحد‏.‏

ومن الباب‏:‏ ضَفَنَ إلى القوم، إِذا لجَأَ إليهم فجلس عندهم‏.‏ وهذا عندي مما ينبغي أن يزاد فيه وصْف، فيقال‏:‏ ‏"‏وهم لا يريدونه‏"‏، كأنَّه رمى بِنَفسِه عليهم‏.‏ والدَّليل على هذا قولهم للطفيليّ الذي يجيء مع الضّيف‏:‏ ضَيْفَن‏.‏ وهذا فَيْعَل من ضَفَن‏.‏ وقد سمعتُ ولم أسمعه من عالم، أنَّ الذي يجيء مع الضَّيفن الضَّيْفنَانُ، ولا أدري كيف صحّتُه‏.‏ والقِياس يُجيزه‏.‏ قال في الضَّيْفَن‏:‏

إذا جاءَ ضيفٌ جاء للضَّيف ضيفنٌ*** فأودى بما يُقرَى الضُّيوفُ الضَّيافنُ

ومن الباب الضِّفَنّ، وهو الأحمق مع عِظَم خَلْق‏.‏

‏(‏ضفو‏)‏

الضاد والفاء والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على سبوغ وتمام‏.‏ يقال‏:‏ ثوبٌ ضافٍ، وفرسٌ ضافي السَّبيب، إِذا كان شَعَر ذَنبه وافياً‏.‏ وفلانٌ في ضَفْو وضَفْوةٍ من عَيْشِه‏.‏ قال الأخطل‏:‏

إذا الهَدَفُ المِعزالُ صَوَّبَ رأسَه*** وأعجبَه ضَفْوٌ من الثَّلّةِ الخُطْلِ

الخُطْل‏:‏ المُسترخية الآذان‏.‏ ورجلٌ ضافي الرأس، أي كثير شَعَر الرأْس، قال‏:‏

* إذا استغَثْتَ بضافي الرَّأس نَعَّاق*

وضَفَْوَى‏:‏ موضعٌ‏.‏

‏(‏ضفر‏)‏

الضاد والفاء والراء أصلٌ صحيح، وهو ضمُّ الشَّيءِ إلى الشَّيءِ نسجاً أو غيره عريضاً‏.‏ ومن الباب ضَفائِر الشّعَر، وهي كل شَعَر ضُفِر حتى يصيرَ ذُؤابة‏.‏ ومن الباب قولُهم‏:‏ تضافَرُوا عليه، أي تعاوَنُوا‏.‏ وأصله عندي من ضفائر الشعر، وهو أن يتقاربوا حتى كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم قد شدَّ ضفيرتَه بضفيرة الآخر‏.‏ وهذا قِياسٌ حسَن في المساعدة والمظاهَرة وغيرهما‏.‏ يقال إنَّ الضفِر‏:‏ حِقْفٌ من الرّمل‏.‏ والذي نحفظه في كتاب أبي عُبيدٍ العَقِدة والضَّفِرة الرمل المُنْعَقد‏.‏ ويقال كِنانةٌ ضَفِرةٌ، أي ممتلئة‏.‏ وأصلها من تَضافُرِ ما فيها من السِّهام، وهو تجمُّعها‏.‏ والضَّفيرة، هي التي يقال لها المُسَنّاة، وسمِّيت بذلك كأنما ضُفِرَتْ ضَفْراً، كالشَّيء يُضَمُّ بعضُهُ إلى بعضٍ نسجاً وغيرَه‏.‏

‏(‏ضفز‏)‏

الضاد والفاء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَفْعِ شيءٍ بشيءٍ تلقمه، ثمَّ يُحمَل على ذلك‏.‏ من ذلك ‏[‏الضَّفز‏]‏‏:‏ لَقْم البعير‏.‏ ويقال الضَّفَر‏:‏ أن تُلقِمه إِيّاه وإن كرِهَه‏.‏ والعرب تقول ضَفزْتُهُ حقَّه فما قَبِلَه، أي إِنِّي أكرهتُه عليه‏.‏ ومن الباب‏:‏ ضفَزت الفرسَ لجامَه، أي أدخَلتُهُ في فيه‏.‏ وقد يقال الضَّفْز‏:‏ الجِماع، وهو قريب من الباب‏.‏

‏(‏ضفس‏)‏

الضاد والفاء والسين ليس بشيء، إلاَّ أنَّ ابنَ دُريد ذكر أن الضَّفْس مثل الضَّفْز‏.‏

‏(‏ضفط‏)‏

الضاد والفاء والطاء أُصَيلٌ يقولون إنّه صحيحٌ، وأَصلهُ الحُمق والجَفَاء‏.‏ يقال للأحمق ضَفِيطٌ بيِّن الضَّفَاطة‏.‏ ويقال‏:‏ الضَّفَّاط‏:‏ الذي يُكْرِي الإِبل‏.‏ والضَّفَّاطة فيما يقال‏:‏ الإِبل تحمل المتاع‏.‏ وأحسب أنَّ البابَ كلُّه مما لا يعوَّل عليه‏.‏

‏(‏ضفع‏)‏

الضاد والفاء والعين ليس بشيء‏.‏ على أنَّ الخليل حكى ضَفَع‏:‏ جَعس‏.‏ والسلم‏.‏

‏(‏باب الضاد والكاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضكع‏)‏

الضاد والكاف والعين فيه كلمةٌ لا قياسَ لها‏.‏ يقال رجل ضَوْكَعةٌ، إِذا كان كثيرَ اللَّحم ثقيلاً‏.‏‏

‏(‏ضكل‏)‏

الضاد والكاف واللام‏.‏ يقولون‏:‏ إنَّ الضَّيْكَل‏:‏ العُرْيان‏.‏‏

‏(‏باب الضاد واللام وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضلع‏)‏

الضاد واللام والعين أصلٌ واحدٌ صحيح مطّرد، يدلُّ على ميل واعوجاج‏.‏ فالضِّلَع‏:‏ ضِلَعَ الإِنسان وغيرِهِ، سمِّيت بذلك للاعوجاج الذي فيها‏.‏ ويقول القائل في وصف امرأة‏:‏

هي الضِّلع العوجاءُ لستَ تقيمها*** ألا إنّ تقويمَ الضُّلوع انكسارُها

وقولهم‏:‏ دابّةٌ ضليعٌ مُجْفَر الجَنْبَين، إِنّما هو عندي من قوّة الأضلاع، واستعير ذلك في كلِّ شيء، حتَّى قيل لكل قويٍّ‏:‏*ضليع‏.‏ وفي حديث عمر لما صَارَعَ الجنّيّ فقال له‏:‏ ‏"‏إِنِّي من بينهم لَضليع‏"‏‏.‏ والرُّمح الضَّلِع‏:‏ المائل‏.‏ قال‏:‏

* فَليقُه أجردُ كالرُّمح الضَّلِع*

ومن الباب‏:‏ ضَلَعَ فلانٌ عن الحقِّ‏:‏ مال‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ كلَّمت فلاناً فكان ضَلْعُكَ عليَّ، أي مَيْلك‏.‏

قال ابنُ السِّكّيت‏:‏ ضَلعت تضلع، إِذا مِلْت، ويقولون في المثل‏:‏ ‏"‏لا تنقُش الشَّوكة بالشَّوكة؛ فإِنَّ ضَلْعَها معها‏"‏‏.‏

وأمَّا قولهم‏:‏ تضلَّعَ الرَّجُل‏:‏ امتلأَ أكلاً، فهو من هذا، أي إنَّ الشّيءَ من كثرته ملأ أضلاعَه‏.‏ وأمَّا قولهم حِمْلٌ مُضْلِع، أي ثقيل، فهو من هذا، أي إنّ ثقله يصل إلى أضلاعه‏.‏ وفلانٌ مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر، أي إِنّهُ تَقْوَى أضلاعُهُ على حملهِ‏.‏ فأمَّا قولُ سُوَيد‏:‏

* سَعَةَ الأخلاقِ فينا والضَّلَعْ*

فأصله من هذا، يريد القوّة على الأمور‏.‏ قال المفضَّل‏:‏ الضَّلَع الاتِّساع‏.‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ هو احتمال الثِّقَلِ والقُوّةِ‏.‏

ومن الباب، وهو يقوِّي هذا القياس، قولهم‏:‏ ‏[‏هم عليه‏]‏ ضَلْعٌ واحد، يعنى ميلَهُمْ عليه بالعداوة‏.‏ والله أعلم بالصَّواب‏.‏

‏(‏باب الضاد والميم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضمد‏)‏

الضاد والميم والدَّال‏:‏ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جمعٍ وتجمُّع‏.‏ من ذلك ضَمَدت الشيءَ أَضْمِده، إِذا جَمَعتَه‏.‏ والضِّمَاد‏:‏ العِصابة، يقال ضَمَدت الجُرْح‏.‏ ويقولون الضَّمْد، بسكون الميم‏:‏ أن تتَّخذ المرأة صديقين‏.‏ قال الهذلي‏:‏

تريدين كَيْمَا تَضْمُِدِيني وخالداً*** وهل يُجمَع السّيفانِ وَيْحَكِ في غِمْدِ

ويقال شبعت الإبل من ضَمْد الأرض، إِذا شَبعت من الرَّطيب واليبيس، والقديم والحديث‏.‏ قالوا‏:‏ ويقول الرجل للغريم‏:‏ أقضيك من ضَمْدِ هذه الغَنَم، أي من خِيارها ورُذَالها، وكبارها وصغارها‏.‏ ومن الباب‏:‏ أَضْمَدَ العرفجُ، إذا تَجوّفَتْه الخوصةُ ولم تَنْدُر منه، أي كانت في جوفه‏.‏ وهو من هذا، كأنَّها جمعته في جوفها‏.‏

ومن الباب الضَّمَد، بفتح الميم، وهو الغَيظ يُجمَع في الصدر ولا يُزاح فيخفّ‏.‏ قال النابغة‏:‏

ومَنْ عَصاكَ فعاقِبْهُ مُعاقبةً*** تَنهى الظَّلومُ ولا تقْعُدْ على ضَمَدِ

يقال ضَمِدَ يَضْمَدْ ضَمَداً‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ وفصَل قومٌ بين الغَيظِ والضَّمَد‏.‏ فقالوا‏:‏ الضَّمد‏:‏ أن يغتاظ على من لا يقدر عليه والغيظ أن يغتاظ على من يقدر عليه ومن لا‏.‏ واحتجُّوا بقول النابغة‏.‏ والقِياس في هذه الكلمات واحد‏.‏ ويقال الضَّمَد، بفتح الميم‏:‏ الغابر من الحقّ‏.‏ يقال لنا عند فلان ضَمَدٌ، أي غابر حقٍّ، من مَعْقُلةٍ أو دين‏.‏ وأصله شيءٌ قد تجمَّع عندهم وبقي‏.‏

‏(‏ضمر‏)‏

الضاد والميم والراء أصلان صحيحان‏:‏ أحدهما يدلُّ على دقّةٍ في الشَّيء، والآخر يدلُّ على غَيبةٍ وتستُّر‏.‏

فالأوّل قولهم‏:‏ ضَمَرَ الفرس وغيرُهُ ضموراً، وذلك من خِفّة اللَّحمِ، وقد يكون من الهُزَال‏.‏ ويقال للموضع الذي تُضمَّر فيه الخيل‏:‏ المِضْمَار‏.‏ ورجل ضَمْرٌ‏:‏ خفيف الجسم‏.‏ واللؤلؤ المضْطمِر‏:‏ الذي في وسطهِ بعضُ الانضمام والانضمار‏.‏

والآخر الضِّمَار، وهو المال الغائب الذي لا يُرجَى‏.‏ وكلُّ شيءٍ غابَ عنك فلا تكونُ منهُ عَلَى ثقَةٍ فهو ضِمَارٌ‏.‏ ‏[‏قال الشاعر‏]‏‏:‏

وأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إلى سعيد*** طُروقاً ثم عَجَّلْنَ ابتكارَا

حمِدْنَ مَزارَهُ وأَصَبْنَ منه*** عطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا

ومن هذا الباب‏:‏ أَضْمَرتُ في ضميري شيئاً؛ لأنَّه يُغيِّبه في قلبه وصدره‏.‏

‏(‏ضمز‏)‏

الضاد والميم والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ في كلام أو إِمساكٍ على شيءٍ بفم وما أشبَهَ ذلك‏.‏ من ذلك ضَمَز البَعِيرُ‏:‏ أَمسك عن الجِرّة‏.‏ والضَّامِز‏:‏ السّاكت‏.‏ وقال بشر‏:‏

وقد ضَمَزَتْ بِجِرّتها سُلَيْمٌ*** مخافتَنا كما ضَمَزَ الحِمارُ

والضَّمْز‏:‏ ضرب من الأكل، لأنَّه إِذا أكل أمسَكَ عليه في فمه‏.‏ وضَمَز فلانٌ على مالي، أي لزمه‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل‏:‏ الضَّمْزَة‏:‏ الأَكَمة الخاشعة، والجمع ضَمْزٌ‏.‏

‏(‏ضمس‏)‏

الضاد والميم والسين ليس بشيء‏.‏ وذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّت فهي من باب الإِبدال‏.‏ قال‏:‏ الضَّمْس‏:‏ المَضْغ‏.‏ فإن كان كذا*فهو من الضَّمْز‏.‏

‏(‏ضمن‏)‏

الضاد والميم والنون أصلٌ صحيح، وهو جَعْل الشَّيء في شيءٍ يحويه‏.‏ من ذلك قولهم‏:‏ ضمَّنت ‏[‏الشيء‏]‏، إِذا جعلته في وعائه‏.‏ والكَفَالة تسمَّى ضَمَاناً من هذا؛ لأنَّه كأنَّه إذا ضمِنَه فقد استوعَبَ ذمّته‏.‏ والمَضَامِين‏:‏ ما في بطون الحوامل‏.‏ ومنه الحديث أنَّه نهى عن المَلاقيح والمَضامين‏.‏ وذلك أنَّهم كانوا يبيعون الحَبَل، فنَهَى عن ذلك‏.‏ وأما قولـه‏:‏ ‏"‏لكم الضَّامِنة من النَّخْل‏"‏، فإنَّه يريد ما تضمّنَتْه قُراهم‏.‏ فهذا الباب مطّرد‏.‏

وأمَّا الضَّمانة، وهي الزَّمانة‏.‏ والضَّمِن‏:‏ الزَّمِن، فإنَّهُ عندي من باب الإبدال كأنَّ الضاد مبدلة من زاي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏مَنْ اكتتب ضَمِناً بعثَهُ الله تعالى ضَمِناً‏"‏، أي من كتب نفسه من الزَّمْنَى‏.‏

‏(‏ضمج‏)‏

الضاد والميم والجيم ليس بشيء، وكذلك ما أشبهه‏.‏ فأمَّا الضَّمْخ بالخاء فصحيح‏.‏ يقال تضمَّخ بالطِّيب، وهو متضمِّخ‏.‏

‏(‏باب الضّاد والنون وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضني‏)‏

الضاد والنون والحرف المعتل أصلان صحيحان‏:‏ أحدهما يدلُّ على مرضٍ، والآخر يتردَّد بين مهموزٍ وغيره، ويدلُّ ذلك على شيئين‏:‏ إمَّا أصلٍ وإِمَّا نِتاج، والأصل والنِّتاج متقارِبان‏.‏‏

فالأوّل الضَّنَى في المرض، يقال ضَنِيَ يَضْنَى ضَنَىً شديداً، إِذا كانَ به داءٌ مُخامِر، كلَّما ظنَّ أنَّه قد بَرَأَ نُكِس‏.‏ وأَضْنَاهُ المرضُ يُضْنيه‏.‏‏

وأمَّا الآخر فيقال ضَنَأتِ المرأة ضَنْأً، وهي ضانئة، وأضنأت إذا كثُر ولدها‏.‏ والضِّنء‏:‏ الأصل والمعدِن‏.‏ وفلانٌ من ضِنْءِ صِدق‏.‏ وأضنأ القومُ، إِذا كثُرت ماشيتُهم‏.‏ وضَنَأ المالُ‏:‏ كثر‏.‏‏

وأخبرَنا علي بن إبراهيمَ، عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي عمرو‏:‏ الضَّنْو الولد ويقال الضِّنو‏.‏ قال الأمويّ عن أبي المفضّل من بني سلامة‏:‏ الضَّنْو الولد بالفتح، والضِّنْء‏:‏ الأصل، مهموز‏.‏‏

ومما شذَّ عن هذا كله‏:‏ أَضْنَأَ فلانٌ من كذا، استحيا منه‏.‏‏

‏(‏ضنط‏)‏

الضاد والنون والطاء، يقولون فيه إنَّ الضِّنَاط‏:‏ الزِّحام الكثير‏.‏‏

‏(‏ضنك‏)‏

الضاد والنون والكاف أصلان صحيحان وإن قلَّ فروعُهما فالأوّل الضِّيق، والآخر مرضٌ‏.‏‏

فالأوَّل الضَّنْك‏:‏ الضِّيق‏.‏ ومن الباب امرأةٌ ضِناكٌ‏:‏ مكتنِزة اللحم، إذا اكتنَزَ تَضَاغَطَ‏.‏‏

والأصل الآخر المضنوك‏:‏ المزكوم‏.‏ والضُّنَاك الزُّكام‏.‏ والله أعلم‏.‏‏

‏(‏باب الضاد والهاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضهي‏)‏

الضاد والهاء والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مشابهة شيءٍ لشيء‏.‏ يقال ضاهاه يُضاهِيهِ، إِذا شاكَلَهُ؛ وربما هُمِزَ فقيل يُضاهِئُ‏.‏ والمرأة الضَّهْياء، هي التي لا تَحِيض؛ فيجوز على تمحُّلٍ واستكراه، أن يقال كأنَّها قد ضاهت الرِّجالَ فلم تَحِضْ‏.‏

‏(‏ضهب‏)‏

الضاد والهاء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شَيءٍ وما أشبَه ذلك‏.‏ فمن ذلك اللحم المضَهَّب‏:‏ الذي يُشْوَى‏.‏ وقال قومٌ‏:‏ هو الذي يُشوى ولا يُنضَج‏.‏ وقال امرؤ القيس‏:‏

نَمُشُّ بأعرافِ الجِيادِ أكفَّنا*** إِذا نحن قُمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ

وقالوا‏:‏ الضَّيْهَب‏:‏ المكان يُحمَى ليُشوَى عليه اللحم‏.‏ وقال قومٌ‏:‏ اللحم المضهّب‏:‏ المقطّع‏.‏ وليس هذا بشيء إلاَّ أن يكونَ مقطعاً مشويّاً؛ لأن القياس كذا هو‏.‏ تقول‏:‏ ضهّبت القَوْسَ ‏[‏و‏]‏ الرُّمح بالنار عند التَّثقيف‏.‏

‏(‏ضهر‏)‏

الضاد والهاء والراء ليس بشيء، ولا فيه شاهدُ شعرٍ، لكنهم يقولون‏:‏ إنَّ الضَّهْرَ‏:‏ خِلْقَةٌ في الجبل من صخرٍ يخالف جِبِلّته‏.‏

‏(‏ضهس‏)‏

الضاد والهاء والسين ليس بشيء‏.‏ على أنَّ ابنَ دُرَيد ذكر أن العضَّ بمقدَّم الفم يسمى ضَهْساً، يقال منه ضَهَسَ ضَهْساً‏.‏ قال‏:‏ وفي الدُّعاء على الإنسان‏:‏ ‏"‏لا تأكُل ‏[‏إلاّ‏]‏ ضاهساً ولا تشربُْ إلاَّ قارساً‏"‏، أي إنَّه لا يأكل ما يتكلَّف مضغَه، إِنَّما يَأكل النَّزْر من نبات الأرض‏.‏ والقارس‏:‏ البارد، أي لا يشرب إلاّ الماء‏.‏

‏(‏ضهل‏)‏

الضاد والهاء واللام أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ على قِلّةٍ والآخر على أوبةٍ‏.‏

فالأوّل‏:‏ ضَهَلَت الناقةُ إِذا قلَّ لبنُها‏.‏ وهي ناقة ضَهُولٌ‏.‏ وعينٌ ضاهلة‏:‏ قليلة الماءِ‏.‏ وفي حديث يحيى بن يَعمر‏:‏ ‏"‏إنْ سَأَلَتْكَ ثمنَ شَكْرها وشَبْرِك أنشأتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها‏"‏‏.‏ ومن الباب ضَهَلَ الشّرابُ‏:‏ قلَّ ورقّ‏.‏

والأصل الآخر‏:‏ هل ضَهَل إليكم خَبرٌ، أي عادَ‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ ضَهَلْتُ إلى فلان‏:‏ رجعت على وجه المقاتَلة والمغالبة‏.‏

وممّا شذَّ عن البابين‏:‏ أضْهَلَت النّخلةُ‏:‏ أرطبَتْ‏.‏

‏(‏ضهد‏)‏

الضاد والهاء والدال كلمةٌ واحدةٌ‏.‏ ضَهَدْتُ فلاناً‏:‏ قهرتُهُ، فهو مضْطَهَدٌ ومضْهُودٌ‏.‏

‏(‏باب الضّاد والواو وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضوأ‏)‏

الضاد والواو والهمزة أصلٌ صحيح، يدلُّ على نورٍ‏.‏ من ذلك الضَّوء والضُّوء بمعنىً، وهو الضِّياء والنُّور‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ‏}‏ ‏[‏البقرة 17‏]‏‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ أَضاءَت النَّارُ وأضاءت غيرَها‏.‏ وأنشد‏:‏

أضاءَت لنا النَّار وجهاً أغـ*** ـرَّ ملتبِساً بالفؤاد التباسا

‏(‏ضوي‏)‏

الضاد والواو والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على هُزَالٍ‏.‏ يقال غُلامٌ ضاوِيٌّ‏:‏ مهزول؛ وزنه فاعول‏.‏ وجاريةٌ ضاوِيّة‏.‏ وكانت العرب تقول‏:‏ إذا تقارَبَ نسبُ الأبوين خرج الولدُ ضاويّاً‏.‏ وجاء في الحديث‏:‏ ‏"‏اسْتَغْرِبُوا لا تُضْوُوا‏"‏‏.‏ وقال ذو الرُّمَّة‏:‏

أخوها أبوها والضَّوَى لا يَضِيرُها*** وساقُ أَبِيها أمُّها عُقِرَتْ عَقْرَا

يقال منه ضَوِيَ يَضْوَى ضَوَىً‏.‏

وممّا حُمِلَ على هذا قولُهم‏:‏ أضويتُ الأمرَ، إذا لم تُحْكِمْه‏.‏ ويقال‏:‏ أضوَيْتُهُ إِذا انتقَصتَه واستضعفته‏.‏ قال‏:‏

* وكيف أضَوَى وبلالٌ حِزْبِي*

فأمَّا الضَّواة فشيءٌ يقال إنَّه يخرجُ مِنْ حَياء النّاقة قبل أن يخرُجَ الولَد‏.‏ ويقال الضَّوَاة‏:‏ ورمٌ يُصِيبُ البعيرَ في رأسه‏.‏ قال‏:‏

* فصارت ضَواةً في لهازِم ضرْزِمِ*

ومما شذَّ عن هذا الباب‏:‏ ضَوَيت إليه أضوِي ضُوِيّاً وأوَيت بمعنىً‏.‏ ويجوز أن يكون من الإِبدال، أن يقام الضَّاد مقام الهمزة‏.‏

‏(‏ضوج‏)‏

الضاد والواو والجيم حرف واحد، وهو الضَّوْج‏:‏ مُنعَطَف الوادي، وجمعه أضواج‏.‏

‏(‏ضوع‏)‏

الضاد والواو والعين كلمةٌ واحدة تتفرّع، وهي تدلُّ على التحريك والإِزعاج‏.‏ يقال ضَاعَني لك الشيءُ يَضُوعُني، إذا حرَّكني‏.‏ قال‏:‏

* ولكنها ريحُ الدِّماء تَضُوعُ*

وتضوّعَتْ رائحتهُ‏:‏ نَفَحَتْ‏.‏ قال‏:‏

تَضَوَّعَ مِسكاً بطنُ نَعْمَانَ أنْ مشت*** به زينبٌ في نسوةٍ عَطِرَاتِ

وضَاعَت الرِّيحُ الغُصنَ‏:‏ ميَّلَتْه‏.‏ وقال قوم‏:‏ هذا الأمر لا يَضُوعُني، أي لا يُثْقِلُني، والأقيس أن يقال لا يُحَرِّكُ منِّي ولا أعبأ به‏.‏ ويقال ضاع يضوع ويَنْضَاع، إذا تضّور‏.‏ قال‏:‏

فُرَيْخَانِ ينضاعانِ بالفجرِ كلَّما*** أحسَّا دَوِيَّ الرِّيح أو صوتَ ناعبِ

قال أبو عبيد عن أبي عمرو‏:‏ ضاعني الشّيء‏:‏ أَفْزَعَنِي‏.‏ وهذا صحيحٌ؛ لأنَّ الفزع يُزْعِجُهُ ويُقْلِقُهُ‏.‏

‏(‏ضون‏)‏

الضاد والواو والنون ليس بشيء‏.‏ لكنهم يقولون‏:‏ إنَّ الضَّيْونَ دُوَيْبَّة تشبه السِّنَّوْر‏.‏

‏(‏ضوض‏)‏

الضاد والواو والضاد، الضَّوْضاة قد مضى ذِكْرُهُ، والأصل مُضَاعَف‏.‏

‏(‏ضوط‏)‏

الضاد والواو والطاء كلمةٌ واحدةٌ، وهي الضَّوِيطة‏.‏ يقال للعجين إِذا كثُر ماؤُه حتَّى يسترخِيَ‏:‏ الضَّويطة‏.‏

‏(‏ضور‏)‏

الضاد والواو والراء أُصَيْلٌ صحيح وفيه بعض الإِبدال‏.‏ فالتضوُّر‏:‏ الصِّياح والتلوِّي عند الضَّرب‏.‏ ويقال هو التقلُّب ظهراً لبَطن‏.‏ ويقال الضَّوْر‏:‏ الجُوع الشديد‏.‏

وأمّا الإِبدال فقال الكسائي‏:‏ لا يَضُورني كذا، بمنزلة لا يَضِيرني‏.‏ ورجل ضُورَة‏:‏ ذليل، من هذا‏.‏

‏(‏ضوز‏)‏

الضاد والواو والزاء أصلان صحيحان، أحدهما نوعٌ من الأكل، والآخر دالٌّ على اعوجاج‏.‏

فالأول ضازَ التَّمْر يَضُوزُهُ ضَوزاً، إِذا أكله بِجَفاء وشِدّة‏.‏ قال‏:‏

فظَلَّ يضُوز التّمر والتّمرُ ناقعٌ*** بوَردٍ كلون الأرجوانِ سَبائِبُه

قال ابنُ دُريد‏:‏ هو* أن يأخذ التَّمرة في فمه حتّى تلين‏.‏ ومعنى البيت هو أن يأخذ الدِّية تَمْراً بدلاً عن الدم الذي لونُهُ لونُ الأُرجوان‏.‏

والأصل الآخر‏:‏ القِسمةُ الضِّيزَى‏.‏

‏(‏ضوب‏)‏

الضاد والواو والباء شيءٌ يقال ما أدري ما صحّتُه‏.‏ الضُّوَبانُ‏:‏ الجَمَل القويّ، ويقال بل الضوبان كاهل البعير‏.‏

‏(‏باب الضاد والياء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضيل‏)‏

الضاد والياء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على نَباتٍ معروف‏.‏ من ذلك الضَّالُ‏:‏ السِّدْرُ البَرّيّ‏.‏الواحدة ضالة‏.‏ قال الفرَّاء‏:‏ أَضَالَت الأرض، وأضْيَلَت، إِذا صارَ فيها الضَّالُ‏.‏ ويقال إنَّ الضَّالَةَ‏:‏ بُرَة النّاقة‏.‏ قال ابنُ ميّادة‏:‏

قطعتُ بمِصلالِ الخِشاشِ يردُّها*** على الكَرْهِ منها ضالةٌ وجديلُ

‏(‏ضيح‏)‏

الضاد والياء والحاء أُصَيلٌ صحيح، وهو اللَّبن الممزوج، وهو الضَّيَاح‏.‏ يقال ضِحت اللّبن ضَيْحا، وضَيَّحت أكثَر‏.‏

‏(‏ضير‏)‏

الضاد والياء والراء كلمةٌ واحدةٌ، وهو من الضَّير والمضَرَّة‏.‏ ولا يَضِيرني كذا، أي لا يضرُّني‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضِرْكُم كيدُهم شيئاً‏}‏ ‏[‏آل عمران 120‏]‏‏.‏

‏(‏ضيز‏)‏

الضاد والياء والزاء قد مضى ذكره، وأصله فيما يقال الواو‏.‏ وقد قيل إنَّه من بَنات الياء، فلذلك ذكرناه هاهنا‏.‏ فالقِسمة الضّيزى‏:‏ النّاقصة‏.‏ يقال ضِزْته حقَّه، إِذا منعتَه‏.‏ وحكى ناس ضَأَزَه، مهموز‏.‏ وأنشدوا‏:‏

* فَحَقُّكَ مَضْؤوزٌ وأنفُكَ راغمُ*

ليس في الباب غيرُ هذا‏.‏

‏(‏ضيع‏)‏

الضاد والياء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَوت الشّيء وذَهابِه وهلاكه‏.‏ يقال ضاعَ الشَّيءُ يَضيعُ ضَياعاً وضَيْعَةً، وأَضَعْتُهُ أنا إضاعة‏.‏ فأمّا تسميتُهم العَقَار ضيعة فما أحسَبُها من اللُّغة الأَصِيلة، وأظنّهُ من مُحْدَث الكلام‏.‏ وسمعت من يقول‏:‏ إنَّما سمِّيت بذلك لأنَّها إذا تُرِكَ تعهُّدِها ضاعت‏.‏

فإن كان كذا فهو دليلُ ما قلناهُ أنَّه من الكلام المحْدَث‏.‏ ويقال أَضَاعَ فهو مُضِيعٌ، إِذا كثُر ضِياعُهُ‏.‏ فأمَّا قول الشَّماخ‏:‏

* أعائِشَُ ما لأهلكِ لا أُراهم*

وبقيت كلمة ليست من الباب وهي من باب الإبدال، حكى ابنُ السِّكيت‏:‏ تضيَّعت الرِّيح، مثلُ تضوَّعت‏.‏

‏(‏ضيف‏)‏

الضاد والياء والفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ على مَيل الشيء إلى الشيء‏.‏ يقال أَضَفْتُ الشَّيءَ إلى الشَّيء‏:‏ أمَلْتهُ‏.‏ وضافت الشمس تَضِيف‏:‏ مالت؛ وكذلك تضيَّفَتْ، إذا مالت للغروب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏أنَّه نَهى عن الصَّلاة إِذا تضيَّفت الشَّمسُ للغروب‏"‏‏.‏ وقال امرؤ القيس‏:‏

فلمّا دخَلْناه أضفْنا ظُهُورَنا*** إلى كلِّ حاريٍّ جديدٍ مشَطَّبِ

أي أَسْنَدْنا ظهورَنا‏.‏ ويقال ضَافَ السَّهم عن الهدف يَضِيف‏.‏ قال أبو زُبيد‏:‏

كلَّ يومٍ ترميهِ منها برِشْق*** فمصيبٌ أو ضافَ غيرَ بعيدِ

والضَّيف منْ هذا، يقال ضِفْتُ الرَّجُل‏:‏ تعرَّضْت لـه ليَضِيفَني‏.‏ وأَضَفْتُهُ‏:‏ أنْزلتُه عليَّ‏.‏ ويقال ضَيَّفْته مثل أضفْتُهُ، إذا أنزلتَه بك‏.‏ وفلانٌ يتضيَّفُ النّاسَ، إذا كان يتّبعهم ليُضِيفوه‏.‏ وهو قولُ الفرزدق‏:‏

* وَمَنْ هو يرجو فَضْلَهُ المتضيِّفُ*

والضَّيف يكون واحداً وجمعاً‏.‏ ويقال أيضاً أضياف وضِيفانٌ‏.‏ ويقال لناحية الوادي ضِيفٌ، وهما ضِيفانِ‏.‏ وتَضايَفنا الوادِيَ‏:‏ أتيناه من ضِيفيه‏.‏ وكذلك تَضَايَفَ الكلابُ ‏[‏الصَّيدَ ‏]‏، إذا أتوه من جوانبه‏.‏ قال‏:‏

* رِيمٌ تضايَفَهُ كلابٌ أَخْضَعُ*

والمضاف‏:‏ الذي قد أُحِيط به في الحرب‏.‏ قال‏:‏

ويَحمِي المضافَ إِذا ما دعا*** إذا فَرَّ ذو اللِّمّة الفَيْلَمُ

وهو من هذا القِياس‏.‏ ويقال تضَيَّفُوه، إذا اجتمعوا عليه من جوانبه‏.‏ قال‏:‏

* إذا تضيَّفْن عليه انسلاَّ*

فأمَّا قول القائل‏:‏

لَقىً حملتْه أمُّهُ وهي ضَيفةٌ*** فجاءت بِنَزٍّ للنَّزَالةِ أَرْشَمَا

فهي الضَّيفةُ المعروفة من الضِّيافة‏.‏ وقال قومٌ‏:‏ ضافت المرأة‏:‏ حاضت‏.‏ وهذا ليس بشيء، ولا مما هو يدلُّ عليه قِياسٌ، ولا وجهَ للشُّغْل به‏.‏

فأمَّا قولهم أضاف من الشيء، إذا أشفقَ منه، فيجوز أن يكون شاذّاً عن الأصل الذي ذكرناه*، ويمكن أن يتَمَحَّل لـه بأن يقال أضاف من الشيء، إِذا أشفق منه، كأنَّه صار في الضِّيف، وهو الجانب، أي لم يتوسَّط إِشفاقاً‏.‏ وهو بعيد، والأولى عندي أن يقال إنَّه شاذّ‏.‏ والكلمة مشهورة‏.‏ قال‏:‏

* وكانَ النَّكيرُ أن تُضيفَ وتجأرا*

وقال الهذليّ‏:‏ * إذا يغزو تُضِيفُ*

أي تشفِق‏.‏ قال أبو سعيد‏:‏ ضاف الهمُّ، إِذا نَزَلَ بصاحبه‏.‏ والقياس أنَّه إذا نزل به فقد مال نحوه‏.‏

‏(‏ضيق‏)‏

الضاد والياء والقاف كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على خلافِ السَّعة، وذلك هو الضِّيق والضَِّيقة‏:‏ الفَقْر‏.‏ يقال أضاق الرّجلُ‏:‏ ذهب مالُهُ‏.‏ وضاقَ، إِذا بخل‏.‏ وشيءٌ ضَيْقٌ، أي ضَيِّق‏.‏ والباب كلُّه قياس واحد‏.‏ فأما قول القائل‏:‏

* بضيقَةَ بينَ النَّجْمِ والدّبَرانِ*

فيقال إنَّ الضِّيقة منزلٌ في منازل القمر‏.‏ قال أبو عمرو‏:‏ الضِّيقة هاهنا من الضِّيق‏.‏

‏(‏ضيك‏)‏

الضاد والياء والكاف كلمةٌ لا تتفرَّع‏.‏ يقولون الضَّيَكانُ‏:‏ مشْي الرَّجُل الكثيرِ لحمِ الفخِذين، فهو ربما يتفحَّج‏.‏ ويقال هذه إِبلٌ تَضِيك، أي تفرّج أفخاذها من عِظَم ضُروعها‏.‏

‏(‏ضيم‏)‏

الضاد والياء والميم أصلٌ صحيحٌ، وهو كالقهر والاضطهاد‏.‏ يقال ضامه يَضِيمُهُ ضَيْماً‏.‏ فهو اسمٌ ومصدر‏.‏ والرجل المَضِيم‏:‏ المظلوم‏.‏ وبقيت في الباب‏.‏ كلمةٌ واحدةٌ، يقال إنَّ الضِّيم، بكسر الضاد‏:‏ جانب الجبل‏.‏ قال الهذَليّ‏:‏

‏(‏باب الضاد والهمزة وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضأد‏)‏

الضاد والهمزة والدال أُصَيلٌ قليل الفُروع، يدلُّ على مَرض من الأمراض‏.‏ قالوا‏:‏ الضُّؤْد‏:‏ الزكام، وكذلك الضُّؤْدَة‏.‏ رجلٌ مَضْؤُود، أي مزكوم‏.‏ وحُكِيت كلمةٌ أخرى عن أبي زيد، إنْ صحّت، قالوا‏:‏ ضَأَدْت الرَّجُل ضأداً، إذا خَصمتَه‏.‏

‏(‏ضأل‏)‏

الضاد والهمزة واللام أُصَيْلٌ يدلُّ على ضَعف ودِقَّةٍ في جسم‏.‏ من ذلك الضَّئيل، وهو الضَّعيف‏.‏ والفعل منه ضَؤُل يَضْؤُل‏.‏ ورجل ضُؤَلَةٌ‏:‏ ضعيف‏.‏ والضَّئيلة‏:‏ الحيَّة الدَّقيقة‏.‏

‏(‏ضأن‏)‏

الضاد والهمزة والنون أُصَيلٌ صحيح، وهو بعض الأنعام‏.‏ من ذلك الضأن‏.‏ يقال أَضْأَنَ الرجلُ، إِذا كَثُرَ ضأنُهُ‏.‏ والضائنة الواحدة من الضأن‏.‏ وحكى بعضُهم‏:‏ فلانٌ ضائن البطنِ‏:‏ مسترخِيهِ‏.‏

‏(‏باب الضاد والباء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضبث‏)‏

الضاد والباء والثاء أصل صحيحٌ يدلُّ على قَبْض‏.‏ يقال ضبث إِذا قبض على الشَّيء‏.‏ ويقال ناقةٌ ضَبُوث‏:‏ يُشَكُّ في سِمَنِها، فتُضْبَث بالأيدي‏.‏ ويقولون‏:‏ ضُبِثَ، أي ضُرِبَ‏.‏ وهو قريب مما ذكرناه‏.‏

‏(‏ضبح‏)‏

الضاد والباء والحاء أصلانِ صحيحان‏:‏ أحدهما صوتٌ، والآخَرُ تغيُّرُ لون من فعلِ نار‏.‏

فالأَوَّل قولُهم‏:‏ ضَبَحَ الثّعلبُ يَضْبَح ضَبْحاً‏.‏ وصَوْتُهُ الضُّبَاح، وهو ضابح‏.‏ قال‏:‏

دعوتُ ربِّي وهو لا يُخَيِّبُ*** بأنَّ فيها ضابحاً ثعَيلِب

فأمَّا قولُه تعالى‏:‏ ‏{‏وَالعَادِيَاتِ ضَبْحاً‏}‏ ‏[‏العاديات 1‏]‏‏.‏ فيقال هو صوتُ أنفاسها، وهذا أقيَسُ، ويقال‏:‏ بل هو عَدْوٌ فوق التَّقْريب‏.‏ وهو في الأصل ضَبَع، وذلك أنْ يَمُدّ ضَبْعَيْهِ، حتى لا يجدَ مَزِيداً‏.‏ وإن كان كذا فهو من الإِبدال‏.‏

وأمَّا الأصل الثاني فالضَّبْح‏:‏ إحراقُ أعالي العُود بالنار‏.‏ والضِّبْح‏:‏ الرَّماد‏.‏ والحجارة المضبوحة هي قَدَّاحة النّار، التي كأنها محترقة‏.‏ قال‏:‏

* والمرْوَ ذَا القَدَّاحِ مضبوحَ الفِلَق*

ويقال الانضباح تغيُّرُ اللون إلى السواد‏.‏

‏(‏ضبد‏)‏

الضاد والباء والدال ليس بشيء، وإن كان ما ذكره ابنُ دريد صحيحاً، من أن الضَّبَد الضَّمَد‏.‏ فهو من باب الإِبدال‏.‏ قال‏:‏ يقال أَضْبَدْتُه، إِذا أنت أغضبْتَه‏.‏

‏(‏ضبر‏)‏

الضاد والباء والراء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدل على جمعٍ وقُوّةٍ‏.‏ يقال ضَبرَ الشَّيءَ‏:‏ جَمَعه، وضَبَر الفرسُ قوائِمَه، إذا جَمَعَها ليَثِب‏.‏ وفرسٌ ضِبِرٌّ من ذلك‏.‏ وإضبارة الكُتُب من ذلك‏.‏ واشتقاق ضَبَارَة منه، وهو أبو عامر بن ضَبَارة‏.‏ وناقةٌ*مضبَّرةٌ ومضبورةُ الخَلْق، أي شديدة‏.‏ وقال في صفة فرس‏:‏

مُضَبَّرٌ خَلْقها تضبيراً*** ينشقُّ عن وجهها السَّبيبُ

والضَّبْر‏:‏ الجماعة‏.‏ قال الهُذَليّ‏:‏

* ضَبْرٌ لباسُهم القَتير مؤلَّبُ*

وأمَّا الرُّمّانُ الجبليّ فيقال إنَّهم يسمونه الضَّبْر‏.‏ وقد قلنا إنَّ النباتَ والأماكنَ لا تكادُ تنقاس‏.‏

‏(‏ضبس‏)‏

الضاد والباء والسين أُصَيلٌ إنْ صَحَّ فليس إلاَّ في شيءٍ مذمومٍ غير محمود‏.‏ قال الخليل‏:‏ الضَّبِيس‏:‏ الحريص، والضَّبِيس‏:‏ القليل الفِطنة لا يهتدي لشيء‏.‏ ويقال الضَّبِيس الجَبان‏.‏

‏(‏ضبز‏)‏

الضاد والباء والزاء‏.‏ يقولون الضَّبْز‏:‏ شدّة اللَّحظ ولا معنَى لهذا‏.‏

‏(‏ضبط‏)‏

الضاد والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ‏.‏ ضَبَطَ الشَّيء ضَبْطاً‏.‏ والأضبط‏:‏ الذي يَعمل بيديه جميعاً‏.‏ ويقال ناقةٌ ضبطاء‏.‏ قال‏:‏

عُذافرة ضَبْطاء تَخْدِي كأنَّها*** فَنِيقٌ غَدَا يَحوي السَّوامَ السَّوارحا

وفي الحديث‏:‏ ‏"‏أنَّه سُئِل عن الأضبط‏"‏‏.‏

‏(‏ضبع‏)‏

الضاد والباء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معانٍ ثلاثة‏:‏ أحدها جنسٌ من الحيوان، والآخر عضو من أعضاء الإنسان، والثالث صِفة من صِفة النُّوق‏.‏

فالأوَّل الضَّبُع، وهي معروفة، والذكر ضِبْعان، وفي الحديث‏:‏ ‏"‏فإذا هو بِضبْعانٍ أَمْدَر‏"‏، ثم يستعار ذلك فيُشبَّه السنةُ المجدِبة به، فيقال لها الضَّبُع‏.‏ وجاء رجلٌ فقال‏:‏ ‏"‏يا رسولَ الله، أكلَتْنَا الضَّبُع‏"‏، أراد السَّنةَ التي تسميها العرب الضَّبُع؛ كأنَّها تأكلهم كما تأكل الضَّبُعُ‏.‏ قال‏:‏

أبا خُراشةَ أمّا أنتَ ذا نَفَرٍ*** فإنّ قوميَ لم تأكُلْهم الضَّبعُ

وأمَّا العُضو فضَبْع اليد، واشتقاقها من ضَبْع اليد وهو المدّ‏.‏ والعرب تقول‏:‏ ضَبَعتِ الناقة وضَبَّعت تضبيعاً، كأنَّها تمدُّ ضَبْعَيها‏.‏ قال أَبُو عُبيد‏:‏ الضَّابِع‏:‏ التي ترفع ضَبْعَها في سيرها‏.‏

ومما يشتقُّ من هذا‏:‏ الاضطباع بالثَّوب‏:‏ أن يُدْخِل الثَّوبَ من تحت يده اليمنى فيلقيَه على مَنكِبه الأيسر‏.‏ ومنه الضِّباع، وهو رفع اليدين في الدُّعاء‏.‏ قال رؤبة‏:‏

* وما تَنِي أيدٍ علَينا تَضَبعُ*

أي تمد أضباعَها بالدُّعاء‏.‏ قال ابن السّكّيت‏:‏ ضَبَعُوا لنا من الطَّريق، إِذا جعلوا لنا قسماً، يَضْبَعون ضَبْعا‏.‏ كأنَّه أراد أنَّهم يقدِّرونه فيمدُّون أضباعَهم به‏.‏ وضَبَعت الخيلُ والإِبلُ، إِذا مدَّت أضباعَها في عَدْوِها، وهي أعضادُها‏.‏ وقول القائل‏:‏

* ولا صُلحَ حتَّى تضبعونا ونَضْبَعا*

أي تمدُّون أضباعَكم إلينا بالسّيوف ونمدّ أضْبَاعَنا بها إليكم‏.‏ قال أبو عمرو‏:‏ ضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ، إِذا مالوا بأضباعهم نحوه‏.‏ وحَكى قومٌ‏:‏ كنَّا في ضَبْعِ فلانٍ، أي كَنَفِهِ‏.‏ وهو ذاك المعنى؛ لأنَّ الكَنَفين جناحا الإنسان، وجناحاه ضَبْعاه‏.‏ ‏[‏وَضَبَعت الناقةُ تضبع ضَبْعاً وضَبَعةً‏]‏، إِذا أرادت الفحل‏.‏

‏(‏ضبن‏)‏

الضاد والباء والنون أصلٌ صحيحٌ، وهو عُضوٌ من الأعضاء‏.‏ فالضَّبْن‏:‏ ما بين الإبط والكَشْح‏.‏ يقال أَضطبنته‏:‏ جعلته في ضِبْني‏.‏ والضبْنَة‏:‏ أهل الرّجُل، يضطبِنها‏.‏ وناسٌ يقولون‏:‏ المضبون الزَّمِن، وهو عندي من قلب الميم‏.‏ ومكان ضَبْنٌ‏:‏ ضيّق‏.‏ وهذه الكلمةٌ من الباب الأوّل‏.‏

‏(‏ضبأ‏)‏

الضاد والباء والهمزة أصلٌ واحدٌ صحيح، وهو قريبٌ من الاستخفاء وما شاكلَه، من سُكُوتٍ ومِثلِه‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ أَضْبأَ الرجُل على الشَّيء إِضْباءً، إِذا سَكَتَ عليه، وهو مُضْبِئٌ عليه‏.‏ وقد أَضْبَأَ على داهية‏.‏ وضَبَأْت‏:‏ استخفَيت‏.‏ ويقال في هذا إِنّما هو أَضْبَى غير مهموز، والأوّل أجود‏.‏

قال أبو سعيد‏:‏ ضبأ يضبَأُ ضَبْأً، إِذا لصِق بالأرض، والمَضْبَأ‏:‏ الذي يُضْبَأ فيه، أي يختفي‏.‏ قال الكميت‏:‏

* إِذا علا سِطَةَ المضبَأَيْن*

وسمِّيَ الرَّجُل ضابئاً لذلك‏.‏ ويقال ضَبَأْتُ إليه، أي لجأت‏.‏ والضابِئ‏:‏ الرَّماد، سمِّيَ بذلِكَ لأنَّهُ يَضْبَأُ، كأنَّهُ يَستخفي‏.‏

وإِذا ليّنت الهمزةَ تغيَّر المعنى، ويكون من صفات النَّار؛ يقال‏:‏ ضَبَتْه النَّار، إذا شَوته، تَضْبُوه ضَبْوا‏.‏ والمَضْباة‏:‏ خُبز المَلَّة‏.‏ والله أعلم بالصَّواب‏.‏

‏(‏باب الضاد والجيم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضجر‏)‏

الضاد والجيم والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اغتمامٍ بكلام‏.‏ يقال ضَجِرَ يَضْجَر ضَجَراً‏.‏ وضجِرت النَّاقةُ‏:‏ كثر رغاؤها‏.‏ ويقولون في الشعر‏:‏ ضجْرَ، بسكون الجيم‏.‏ قال‏:‏

* فإن أهجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازلٌ*‏.‏

‏(‏ضجع‏)‏

الضاد والجيم والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على لُصوقٍ بالأرض على جنْب، ثم يُحمَل على ذلك‏.‏ يقال ضَجَعَ ضُجوعاً‏.‏ والمرَّة الواحدة الضَّجْعة‏.‏ ويقال‏:‏ اضطَجَع يضطجع اضطجاعاً‏.‏ وضجيعُك‏:‏ الذي يُضاجِعك‏.‏ وهو حسن الضِّجْعة كالرِّكْبة‏.‏

ومن الباب‏:‏ ضجَّعَ في الأمر، إِذا قصَّر، كأنَّه لم يقُم بهِ واضطجَعَ عنه‏.‏ ويقال رجلٌ ضَجُوع، أي ضعيف الرّأي‏.‏ ورجل ضُجَعَة‏:‏ عاجزٌ لا يكاد يبرح‏.‏ والضَّجوع‏:‏ النَّاقة التي ترعى ناحية‏.‏ ويقال تضجَّع السحاب، إذا أرَبّ بالمكان‏.‏ وهو في شعر هذيل‏.‏ ويقال أكَمَة ضَجُوع، إذا كانت لاصقةً بالأرض‏.‏ والضجوع‏:‏ أكمة بعينها‏.‏ والضَّواجع‏:‏ موضع في قوله‏:‏

* راكسٌ فالضَّواجع*

والضَّاجعة والضَّجعاء‏:‏ الغنم الكثيرة، وإنما هو من الباب لأنَّها ترعى وتضطجع‏.‏ والضَّجُوع‏:‏ ناقة ترعى ناحيةً وتضطجع وحْدَها‏.‏

‏(‏ضجم‏)‏

الضاد والجيم والميم أصلٌ صحيحٌ يدل على عِوَج في الشّيء‏.‏ فالضَّجَم‏:‏ العِوَج‏.‏ يقال تَضَاجَم الأمرُ بالقومِ، إذا اختلف‏.‏ والضَّجَم‏:‏ اعوجاجٌ في الأنفِ وأن يميل إلى أحد جانِبي الوجه‏.‏ وضُبَيْعةُ أضجَمَ‏:‏ قومٌ من العرب، كأنّ أباهم أَضجم‏.‏ ويقال الضَّجَم أيضاً اعوجاجُ المَنْكِبَين‏.‏

‏(‏ضجن‏)‏

الضاد والجيم والنون، ليس بشيء، إلاَّ أنَّهم يقولون‏:‏ ‏[‏الضَّجَن‏]‏‏:‏ جبلٌ معروفٌ‏.‏ وقد قلنا في هذا‏.‏ وقال الأعشى‏:‏

* كَخَلْقَاءَ مِنْ هَضَباتِ الضَّجَنْ*

وضَجْنانُ‏:‏ جبلٌ بتهامة‏.‏

‏(‏باب الضاد والحاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضحل‏)‏

الضاد والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ، وهو الماء القليل وما أشبهه‏.‏ من ذلك الضَّحْل‏:‏ الماء القليل، ومكانه المَضْحَل، والجمع مَضاحل‏.‏ ويقال ضَحِل الماء‏:‏ رقَّ وقلَّ، وهو من الكلام الفصيح الصحيح‏.‏ وأتَان الضَّحْل‏:‏ صَخرة بعضها في الماءِ وبعضُها خارج‏.‏

‏(‏ضحي‏)‏

الضاد والحاء والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على بُروز الشيء‏.‏ فالضَّحَاء‏:‏ امتداد النَّهار، وذلك هو الوقت البارز المنكشف‏.‏ ثمَّ يقال للطعام الذي يُؤكل في ذلك الوقت ضَحاء‏.‏ قال‏:‏

* تَرَى الثَّوْرَ يمشي راجعاً مِنْ ضَحائِهِ*

ويقال ضحِي الرَّجلُ يَضْحَى، إذا تعرَّضَ للشَّمْس، وضَحَى مثلُهُ‏.‏ ويقال اضْحَ يا زيد، أي ابرُزْ للشَّمْس‏.‏ والضَّحِيَّة معروفة، وهي الأُضْحِيَّة‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ فيها أربع لغات‏:‏ أُضْحِيَّة وإضْحيَّة، والجمع أضَاحِيّ؛ وضَحِيَّة، والجمع ضحايا؛ وأَضْحاةٌ، وجمعها أُضْحىً‏.‏ قال الفرّاءُ‏:‏ الأَضْحَى مؤنّثة وقد تذكّر، يُذهَب بها إلى اليوم‏.‏ وأنشد‏:‏

* دنا الأَضْحَى وصَللت اللِّحامُ*

وإِنما سُمِّيت بذلك لأنَّ الذّبيحة في ذلك اليوم لا تكون إلاَّ في وقت إشراق الشَّمس‏.‏ ويقال ليلَةٌ إِضحيَانةٌ وضَحْيَاءُ، أي مضيئةٌ لا غيمَ فيها‏.‏ ويقال‏:‏ هم يتضحَّوْنَ، أي يتغدَّوْن‏.‏ والغَداء‏:‏ الضَّحاء‏.‏ ومن ذلك حديث سلمة بن الأكوع‏:‏ ‏"‏بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نتضَحَّى‏"‏، يريد نتغدَّى‏.‏ وضاحية كلِّ بلدةٍ‏:‏ ناحيتُها البارزة‏.‏ يقال هم ينزلون الضَّوَاحيَ‏.‏ ويقال‏:‏ فعل ذلك ضاحيةً، إِذا فعله ظاهراً بيّناً‏.‏ قال‏:‏

عَمِّي الذي منعَ الدِّينارَ ضاحيةً*** دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ

وقال‏:‏

وقد جزتْكُم بنو ذُبيانَ ضاحيةً*** بما فعلتم ككيل الصَّاع بالصّاعِ

فأمَّا قولُ جرير‏:‏

فما شَجَرات عِيصِكَ في قريشٍ*** بعَشَّات الفُرُوع ولا ضَواحِ

فإنَّه يقول‏:‏ ليست هي في النَّواحي، بل هي ‏[‏في‏]‏ الواسطة‏.‏ ويقال للسَّماوات كلِّها الضَّواحي‏.‏ وقال تأبَّطَ شرّاً‏:‏

وقُلّةٍ كسِنانِ الرُّمح بارزةٍ*** ضحيانة…………

فهي البارزة للشمس‏.‏

قال أبو زيد‏:‏ ضَحَا الطريق يَضْحُو ضَحْواً وضُحُوّاً، إِذا بدا وظَهَر‏.‏ فقد دَلَّت هذه الفروعُ كلُّها على صحة ما أصّلناه* في بروزِ الشَّيء ووُضوحه‏.‏ فأمَّا الذي يُروى عن أبي زيدٍ عن العرب‏:‏ ضحَّيت عن الأمر إذا رفقت، فالأغلب عندي أنَّه شاذٌّ في الكلام‏.‏ قال زَيد الخيل‏:‏

لو أنَّ نصراً أصلحَتْ ذاتَ بينِها*** لضحَّت رُويداً عن مصالحها عمرُو

‏(‏ضحك‏)‏

الضاد والحاء والكاف قريبٌ من الباب الذي قبله، وهو دليل الانكشاف والبروز‏.‏ من ذلك الضَّحِك ضَحِك الإنسان‏.‏ ويقال أيضاً الضَّحْك، والأوَّل أفصح‏.‏ والضَّاحكة‏:‏ كل سنٍّ تبدو من مُقَدَّم الأسنان والأضراس عند الضَّحِك‏.‏

قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ الضَّاحِك من السَّحاب مثلُ العارض، إلاَّ أنَّه إِذا بَرَقَ يقال فيه ضَحِك‏.‏ والضَّحُوك‏:‏ الطَّريق الواضح‏.‏ ويقال أَضْحَكْتَ حوضَك، إِذا ملأتَه حتى يفيض‏.‏ قال ابن دُريد‏:‏ الضَّاحك حجرٌ شديد البَرِيقِ يبدو في الجَبَل، أيَّ لونٍ كان‏.‏ ويقال في باب الضَّحِك‏:‏ الأُضحوكة ما يُضحِك منه‏.‏ ورجلٌ ضُحْكة‏:‏ يُضْحَك منه‏.‏ وضُحَكَة‏:‏ يكثر الضَّحَك‏.‏ فأمَّا الضَّحْك فيقال إنَّه العَسل‏.‏ ويُنشَد‏:‏

فَجاءَ بمزجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَهُ*** هو الضَّحْكُ إلاَّ أنَّهُ عملُ النَّحْلِ

ويقال هو البَلَح، قال الشَّيبانيُّ‏:‏ الطَّلْعُ هو الكافور والضَّحْكُ جميعاً حين ينفتق‏.‏

‏(‏باب الضاد والخاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضخم‏)‏

الضاد والخاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على عِظَمٍ في الشَّيء‏.‏ يقال هذا ضَخْمٌ وضُخَامٌ‏.‏ ويقال‏:‏ إنَّ الأضخومة شيءٌ تعظِّم به المرأة عجيزتها‏.‏‏

‏(‏باب الضاد والراء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضرز‏)‏

الضاد والراء والزاء كلمةٌ واحدةٌ‏.‏ يقال إنَّ الضِّرِزّة‏:‏ المرأة القصيرة اللئيمة‏.‏

‏(‏ضرس‏)‏

الضاد والراء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قوّةٍ وخشونة وقد يشِذُّ عنه ما يخالفه‏.‏ فالضِّرْس من الأسنان، سمِّي بذلك لقوّته على سائر الأسنان‏.‏ ويقال ضَرَسَه يَضْرُسُهُ، إذا تناوله بضِرْسِه‏.‏ وقال‏:‏

إِذا أنتَ عاديتَ الرّجالَ فلا تكن*** لهم جَزَرَاً واجرَحْ بنابك واضْرُسِ

والضِّرْس‏:‏ ما خَشُنَ من الآكام‏.‏ ويقال‏:‏ تضارَسَ البِناء، إذا لم يستَوِ‏.‏ وقال بعضُهم‏:‏ ضَرّستْ فلاناً الخطوبُ‏.‏ ويقال بئرٌ مضروسة‏:‏ مطوّية بحجارة‏.‏ وناقة ضَروسٌ‏:‏ تَعَضُّ حالِبَها‏.‏ ورجل ضَرِسٌ‏:‏ صعب الخُلق‏.‏ ويقال أضرَسه الأمر، إِذا أقلقه‏.‏ والمضرَّس‏:‏ ضربٌ من الرَّيْط، وكأنَّه سمِّي بذلك لأنَّه فيه صوراً كأنَّها أضراس‏.‏ والضَّرَس‏:‏ خَورٌ في الضِّرْس‏.‏

وممّا شذَّ عن الباب وقد يمكن أن يُتمحَّل لـه قياسٌ‏:‏ الضِّرْس‏:‏ المَطْرة القليلة، والجمع ضُروس‏.‏

‏(‏ضرع‏)‏

الضاد والراء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على لينٍ في الشَّيء‏.‏ من ذلك ضَرَعَ الرجل ضَراعةَ، إذا ذلَّ‏.‏ ورجلٌ ضَرَعٌ‏.‏ ضعيف‏:‏ قال ابنُ وَعْلة‏:‏

أناةً وحلماً وانتظاراً بهم غداً*** فما أنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ

ومن الباب ضَرْعَ الشّاة وغيرِهِ، سمِّيَ بذلك لما فيه من لِين‏.‏ ويقال‏:‏ أضْرَعَت النّاقة، إذا نَزَلَ لبنُها عند قرب النَّتاج‏.‏ فأمَّا المضارعة فهي التشابُه بين الشيئين‏.‏ قال بعض أهلِ العلمِ‏:‏ اشتقاق ذلك من الضَّرْع، كأنهما ارتضعا من ضَرعٍ واحد‏.‏ وشاةٌ ضَرِيعٌ‏:‏ كبيرة الضَّرْع، وضريعةٌ أيضاً‏.‏ ويقال لناحِل الجسمِ‏:‏ ضارع‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ابني جعفر‏:‏ ‏"‏مالي أراهما ضارعَين‏؟‏‏"‏‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الباب‏:‏ الضَّريع، وهو نبتٌ‏.‏ وممكنٌ أن يُحمَل على الباب فيقال ذلك لضَعْفِهِ، إِذا كان لا يُسمِنُ ولا يُغنِي من جوع‏.‏ وقال‏:‏

وتُرِكْن في هَزْم الضَّريع فكُلُّها*** حدباءُ داميةُ اليدينِ حَرودُ

‏(‏ضرف‏)‏

الضاد والراء والفاء شيءٌ من النَّبْت‏.‏ يقال إنَّ الضِّرف من شجرِ الجبال، الواحدة ضِرْفة‏.‏

قال الأصمعيّ‏:‏ يقال فلانٌ في ضِرْفَة خيرٍ، أي كَثْرَة‏.‏

‏(‏ضرك‏)‏

الضاد والراء والكاف* كلمةٌ واحدةٌ لا قِياسَ لها‏.‏ يقال‏:‏ الضَّريك‏:‏ الضَّرير، والبائس السيِّئ الحال‏.‏

‏(‏ضرم‏)‏

الضاد والراء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حرارةٍ والتهاب‏.‏ من ذلك الضِّرَام من الحطب‏:‏ الذي يلتهب بسرعة‏.‏ قال‏:‏

ولكن بهذَاكِ اليَفَاعِ فأوقِدِي*** بجزل إِذا أوقَدْتِ لا بِضِرامِ

ويقال ضَرِم الشَّيء‏:‏ اشتدّ حرُّه‏.‏

ومن الباب فرس ضَرِم‏:‏ شديد العَدْو‏.‏ والضَّرِيم والضِّرام‏:‏ اشتعال النَّار‏.‏ ومما شذَّ عن الباب فيما يقولون، أنَّ الضَّرِم فَرْخ العُقاب‏.‏ ولعلّه أن يكون ذلك اسمَهُ إِذا اشتدَّ جُوعه، فكأنَّه يضطرم‏.‏

‏(‏ضري‏)‏

الضاد والراء والحرف المعتل أصلان‏:‏ أحدهما شبه الإغراء بالشَّيء واللَّهَج به، والآخر شيء يستر‏.‏

فالأوّل قولُ العرب‏:‏ ضَرِيَ بالشَّيءِ، إذا أُغْرِيَ به حتى لا يكاد يصبِر عنه‏.‏ ويقال‏:‏ لهذا الشَّيء ضَرَاوة‏:‏ أي لا يكاد يُصبَر عنه‏.‏ والضَّارِي من أولاد الكلاب، والجمع الضِّراء، وسمِّي ضارياً لأنَّه يَضْرَى بالشَّيء‏.‏ والضِّرو‏:‏ الضَّاري‏.‏ ومن الباب‏:‏ ‏[‏الضَّارِي، و‏]‏ هو العِرق السائل‏.‏ وقد ضَرَا يَضْرُو ضَرْوَاً، كأنَّه لهجَ بالسَّيَلان‏.‏

قال الخليل‏.‏ الضَّرْو‏:‏ اهتِزازُ الدَّمِ عند خروجه من العِرق‏.‏

وأمَّا الأصل الآخر فالضَّرَاء‏:‏ مَشْيٌ فيما يُوارِي من شجرٍ أو غيرِهِ‏.‏ يقال‏:‏ هو يمشي له الضَّرَاء، إِذا كان يُخاتِلهُ أو يُخادِعه‏.‏

ومن الباب الضِّرْو‏:‏ شجر، لأنَّه يستُر بورَقِهِ‏.‏

‏(‏ضرب‏)‏

الضاد والراء والباء أصلٌ واحدٌ، ثم يُستعار ويحمل عليه‏.‏ من ذلك ضَرَبت ضرباً، إِذا أوقعت بغيرك ضرباً‏.‏ ويستعار منه ويشبَّه به الضَّرب في الأرض تجارةً وغيرها من السَّفر‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ‏}‏ ‏[‏النساء 101‏]‏‏.‏ ويقولونَ إِن الإسراع إلى السَّير أيضاً ضرب‏.‏ قال‏:‏

فإنَّ الذي كنْتُم تحذرونَ*** أَتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ

والطَّير الضَّوارِب‏:‏ الطَّوالِب للِرِّزق‏.‏ ويقال رجلٌ مِضْربٌ‏:‏ شديد الضَّرْب‏.‏ ومن الباب‏:‏ الضَّرْب‏:‏ الصِّيغة‏.‏ يقال هذا من ضَرْب فلان، أي صيغته؛ لأنَّه إِذا صاغَ شيئاً فقد ضربه‏.‏ والضَّريب‏:‏ المِثْل، كأنَّهما ضُرِبَا ضَرْباً واحداً وصِيغا صياغةً واحدة‏.‏ والضَّرِيب الصَّقِيع‏:‏ كأن السماء ضربت به الأرض‏.‏ ويقال للذي أصابه الضريب مضروب‏.‏ قال‏:‏

ومضروبٍ يَئِنُّ بغيرِ ضربٍ*** يُطاوِحُهُ الطِّرافُ إلى الطِّراف

والضَّريب من اللبن‏:‏ ما خُلِطَ مَحْضه بحقينه، كأنَّ أحدَهما قد ضُرِبَ على الآخر‏.‏ والضَّرِيب‏:‏ الشَّهْد، كأنَّ النَّحل ضربه‏.‏ ويقال للسجِيَّة والطبيعة الضريبة، كأنَّ الإنسان قد ضُرِبَ عليها ضرباً وصيغ صِيغة‏.‏ ومَضْرَب السّيف ومَضْرِبه‏:‏ المكان الذي يُضرَب به منه‏.‏ ويقال للصِّنْف من الشيء، الضَّرْب، كأنه ضُرب على مثالِ ما سواه من ذلك الشيء‏.‏ والضّريبة‏:‏ ما يُضرَب على الإنسان من جزيةٍ وغيرها‏.‏ والقِياس واحد، كأنَّه قد ضُرِبَ به ضَرْبَاً‏.‏ ثم يتّسعون فيقولون‏:‏ ضَرَبَ فلانٌ على يدِ فلان، إذا حَجَرَ عليه، كأنَّه أرادَ بَسْطَ يدَه فضرب الضاربُ على يده فقبض يدَه‏.‏ ومن الباب ضِراب الفَحل النّاقة‏.‏

ويقال أضْرَبْت النّاقةَ‏:‏ أنْزَيت عليها الفحل‏.‏ وأضرب فلان عن الأمر، إذا كفَّ، وهو من الكفّ، كأنَّه أراد التبسُّط فيه ثم أضرب، أي أوقع بنفسه ضرباً فكفها عما أرادت‏.‏

فأمَّا الذي يُحكى عن أبي زيد، أنَّ العرب تقول‏:‏ أَضْرَبَ الرَّجُل في بيته‏:‏ أقامَ، فقياسُهُ قياس الكلمة التي قبلها‏.‏

ومن الباب الضَّرَب‏:‏ العَسَلُ الغليظة، كأنَّها ضَرِبت ضَرْبَاً، كما يقال نَفَضَت الشيء نَفْضَاً، والمنفوض نَفَض‏.‏ ويقال للموكَّل بالقِداح‏:‏ الضَّرِيب‏.‏ وسمِّيَ ضَريباً لأنَّهُ مع الذي يضربُها، فسمِّي ضريباً كالقعيد والجليس‏.‏

ومما استُعير في هذا الباب قولهم للرَّجُل الخفيف الجسم‏:‏ ضَرْب، شُبِّه في خفّته بالضَّرْبة التي يضربُها الإنسان‏.‏ قال‏:‏

أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تعرفونه*** خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقِّدِ

والضَّارب‏:‏ المتَّسَع في الوادي، كأنَّهُ نَهْجٌ يَضْرِبُ في الوادِي ضَرْباً‏.‏

‏(‏ضرج‏)‏

الضاد والراء والجيم أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على تفتُّح الشيء‏.‏ تقول العرب‏:‏ انضرجت عن البَقْل لفائِفُهُ، إِذا انفتحت‏.‏ والانشقاق كله انضراج‏.‏ قال‏:‏

* وانضرجَتْ عنه الأكاميم*

ويقال تضرَّجَ البَرْق‏:‏ تشقَّق‏.‏ وعينٌ مضروجةٌ‏:‏ واسعة الشَّقّ‏.‏ ويقال إن الإضريج من الخيل‏:‏ الكثير العرق الجواد، وذلك من الباب لأنَّه كأنَّه يتفتح بالعرق تفتُّحاً‏.‏ وعَدْو ضريج‏:‏ شديد‏.‏ ومن الباب تضرَّج بالدم‏.‏

ومما شذّ عن الباب الإضريج‏:‏ أكسيةٌ تتخذ من أجود المِرعِزَّى، ويقال هو الخَزّ‏.‏

‏(‏ضرح‏)‏

الضاد والراء والحاء أصلان‏:‏ أحدُّهما رمْي الشّيء، والآخَر لونٌ من الألوان‏.‏

فالأوَّلُ قولهم‏:‏ ضرَحت الشَّيءَ، إِذا رَميتَ به‏.‏ والشيء المُضْطرَح‏:‏ المرميّ‏.‏ والفَرس الضَّروح‏:‏ النَّضوح برجلهِ‏.‏ وقوسٌ ضَروح‏:‏ شديدةُ الدَّفْعِ للسَّهمِ‏.‏ والضَّرِيح‏:‏ القبرُ يُحْفَرُ من غير لَحْدٍ، كأنَّ الميت قد رُمِيَ فيه‏.‏

وأمّا الآخَر فالأبيض من كلِّ شيء، يقال لـه المَضْرَحيّ‏.‏ والصَّقْر مضرحيٌّ، والسيِّد مضرحيّ‏.‏