فصل: الفرق بين المسلم وغير المسلم

صباحاً 1 :7
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
3
الأربعاء
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الأولى»**


فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

المجلد الأول

العقيدة

جمع وترتيب الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش

أقسام التوحيد

السؤال الأول من فتوى رقم ‏(‏9772‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما المقصود بتوحيد الربوبية‏,‏ وتوحيد الألوهية‏,‏ وتوحيد الأسماء والصفات والذات‏؟‏

جـ1‏:‏ توحيد الربوبية‏:‏ هو توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة ونحو ذلك‏,‏ وتوحيد الألوهية‏:‏ هو إفراد الله بالعبادة من صلاة وصوم وحج وزكاة ونذر وذبح ونحو ذلك‏.‏ وتوحيد الأسماء والصفات أن تصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وتسميه بما سمى به نفسه‏,‏ أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس نائب رئيس اللجنة عضو عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي عبد الله بن غديان

توحيد الربوبية

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏8943‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما هي أنواع التوحيد مع تعريف كل منها‏؟‏

جـ1‏:‏ أنواع التوحيد ثلاثة‏:‏ توحيد الربوبية‏,‏ وتوحيد الإلهية‏,‏ وتوحيد الأسماء والصفات‏,‏ فتوحيد الربوبية‏:‏ هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض‏,‏ وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وتوحيد الألوهية‏:‏ هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره‏,‏ ولا يدعى سواه‏,‏ ولا يستغاث ولا يستعان إلا به‏,‏ ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلا له‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن صلاتى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏فصل لربك وانحر‏}‏ وتوحيد الأسماء والصفات‏:‏ هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه،وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة‏,‏ وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل‏,‏ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز عضو عبد الرزاق عفيفي عضو عبد الله بن غديان عبد الله بن قعود

التصرف في الكون

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9272‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل من يعتقد تصرف أحد في الكون سوى الله كافر‏؟‏

جـ 1‏:‏ من يعتقد ذلك كافر‏;‏ لأنه أشرك مع الله غيره في الربوبية‏,‏ بل هو أشد كفرا من كثير من المشركين الذين أشركوا مع الله غيره في الألوهية‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

بأن الأرض سبع طبقات وأن هاروت وماروت ملائكة

السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم ‏(‏782‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ نصه‏:‏ ‏(‏عندنا أولاد ونريدهم يتفكرون بما خلق الله سبحانه وتعالى، هل الأرض التي على سطح الماء ماذا يحملها عن الماء‏,‏ وقالوا‏:‏ إن الأرض من سبع طبقات‏,‏ وكل طبقة بها سكان‏,‏ ومن عرض ما قالوا لنا‏:‏ إن من طبقات الأرض سجيل أحر من النار يحط- يضع- الله بها أرواح المذنبين والكفار‏,‏ وقالوا لنا‏:‏ هاروت وماروت إنهم في الأرض ملائكة معذبين‏,‏ جزاكم الله خيرا ما هو عذابهم‏)‏‏؟‏

ج 3‏:‏ أولا‏:‏ ليس هناك أرض على سطح الماء حتى تسأل عما يحملها عن الماء‏,‏ وإنما فوق الماء الهواء والسماء‏,‏ وقد تماسكت الكونيات كلها ولزم كل منها مكانه بقدرة الله تعالى‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده وقد يكون هذا التماسك بسر أودعه الله الكائنات يعرفه من هيأ الله له أسباب معرفته من علماء السنن الكونية وغيرهم‏,‏ وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن علي رضي الله عنه‏:‏ حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله‏.‏ ثانيا‏:‏ أخبر الله بأن الأرض سبع طبقات فقال‏:‏ ‏{‏الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن‏}‏ الآية، والعلماء الذين قالوا باجتهادهم‏:‏ أنها طبقات بعضها فوق بعض بينها هواء‏,‏ ويسكن كل طبقة خلق من خلق الله‏,‏ مستدلين بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير‏}‏ الآية، ومنهم من قال‏:‏ إنها سبع طبقات متلاصقة بعضها فوق بعض‏,‏ ويستدلون بحديث‏:‏ من اقتطع شبرا من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين‏.‏ ثالثا‏:‏ ‏(‏سجين‏)‏ من الأمور الغيبية التي يجب علينا أن نمسك عن الخوض فيها إلا بقدر ما بين الله في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم‏}‏ فيجب أن نؤمن بذلك،ولا نزيد عليه قولا من عند أنفسنا‏,‏ وإلا وقعنا فيما نهى الله عنه بقوله‏:‏ ‏{‏ولا تقف ما ليس لك به علم‏}‏ رابعا‏:‏ هاروت وماروت ملكان من ملائكة الله امتحن الله بهما عباده‏,‏ ولم يفعلا إلا ما أمرهما الله به‏,‏ فكانا بذلك مطيعين لله فيما كلفا‏,‏ ولله أن يختبر عباده ويمتحنهم بما شاء كيف شاء لا منازع له في قضائه وشرعه‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر‏}‏ الآية‏.‏ وأما أنهما كانا ملكين ومسخا رجلين‏,‏ وأنهما أساءا بارتكاب المعاصي وحجبا عن السماء‏,‏ وأنهما يعذبان في الدنيا أو معلقان من شعورهما‏,‏ فكل هذا وأمثاله من كلام الكذابين من القصاص‏,‏ فيجب على المسلم ألا يقبله منهم‏,‏ وأن يتجنب القراءة في الكتب التي ليست مأمونة مثل كتاب ‏(‏بدائع الزهور في وقائع الدهور‏)‏ فإن مؤلفه وأمثاله هم الذين يذكرون مثل هذه الافتراءات‏.‏ والله أعلم‏.‏

القول بأن صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء

س 4‏:‏ نصه ‏(‏صخرة المقدس التي ركب المعراج عليها يوم يعرج النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لنا‏:‏ إنها معلقة بالقدرة‏,‏ أفتونا جزاكم الله خيرا‏)‏‏.‏

جـ 4‏:‏ كل شيء قائم في مقره بإذن الله سواء في ذلك السماوات وما فيها،والأرضون وما فيهن حتى الصخرة المسئول عنها‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده‏}‏ وقال سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره الآية‏}‏، وليست صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء،وحولها هواء من جميع نواحيها‏,‏ بل لا تزال متصلة من جانب بالجبل التي هي جزء منه متماسكة معه‏,‏ وهي وجبلها قائمان في مقرهما بالأسباب الكونية العادية المفهومة‏,‏ شأنهما في ذلك شأن غيرهما من الكائنات‏,‏ ولا ننكر قدرة الله على أن يمسك جزءا من الكونيات في الفضاء فمجموع المخلوقات كلها قائمة في الفضاء بقدرة الله كما تقدم‏,‏ وقد رفع الله الطور فوق قوم موسى حينما امتنعوا من العمل بما أتاهم به موسى من الشرائع،وكان محمولا بقدرة الله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون‏}‏ ولكن القصد بيان الواقع‏,‏ وأن الصخرة التي في بيت المقدس ليست معلقة في الفضاء من جميع جوانبها منفصلة عن الجبل انفصالا كليا‏,‏ بل هي متصلة به متماسكة معه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

هل يوجد في القرآن الكريم الأرضون السبع أو عن النبي

الفتوى رقم ‏(‏8805‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل يوجد في القرآن الكريم الأرضون السبع أو عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن فيه اختلافا بيننا‏؟‏ وفي أي سورة من القرآن الكريم أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ جزاكم الله خير الجزاء‏.‏

جـ‏:‏ ثبت في القرآن الكريم أن الله تعالى خلق سبع أرضين‏,‏ كما خلق سبع سماوات‏,‏ قال سبحانه‏:‏ الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وثبت أيضا في الحديث الصحيح‏:‏ أن الأرضين سبع‏,‏ فقد روى البخاري ومسلم‏,‏ عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين وفي الصحيحين عن عائشة مرفوعا مثله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تحول الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏1542‏)‏‏:‏

س1‏:‏ نشاهد ونقرأ في بعض الصحف العربية عن عمليات يقوم بها بعض الأطباء في أوروبا يتحول بها الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر فهل ذلك صحيح‏,‏ ألا يعتبر ذلك تدخلا في شئون الخالق الذي انفرد بالخلق والتصوير‏؟‏ وما رأي الإسلام في ذلك‏؟‏

جـ1‏:‏ لا يقدر أحد من المخلوقين أن يحول الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر‏,‏ وليس ذلك من شئونهم ولا في حدود طاقتهم مهما بلغوا من العلم بالمادة ومعرفة خواصها‏,‏ إنما ذلك إلى الله وحده‏,‏ قال تعالى‏:‏ لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير فأخبر سبحانه في صدر الآية بأنه وحده هو الذي يملك ذلك ويختص به‏,‏ وختم الآية ببيان أصل ذلك الاختصاص‏,‏ وهو‏:‏ كمال علمه وقدرته‏,‏ ولكن قد يشتبه أمر المولود فلا يدرى أذكر هو أم أنثى‏,‏ وقد يظهر في بادىء الأمر أنثى،وهو في الحقيقة ذكر أو بالعكس‏,‏ ويزول الإشكال في الغالب وتبدو الحقيقة واضحة عند البلوغ فيعمل له الأطباء عملية جراحية تتناسب مع واقعه من ذكورة أو أنوثة‏,‏ وقد لا يحتاج إلى شق ولا جراحة‏,‏ فما يقوم به الأطباء في مثل هذه الأحوال إنما هو كشف عن واقع حال المولود بما يجرونه من عمليات جراحية‏,‏ لا تحويل الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر‏,‏ وبهذا يعرف أنهم لم يتدخلوا فيما هو من شأن الله إنما كشفوا للناس عما هو من خلق الله‏,‏ والله أعلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الاعتقاد بأن الولد من عطاء المرشد

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏189‏)‏‏:‏

س 4‏:‏ هذا الولد من عطاء المرشد‏,‏ وهذا الذي يزيد في الرزق وينقص‏,‏ ما الحكم في هذا الاعتقاد‏؟‏

جـ 4‏:‏ من اعتقد أن الولد من عطاء غير الله،وأن أحدا سوى الله يزيد في الرزق وينقص منه،فهو مشرك شركا أشد من شرك العرب وغيرهم في الجاهلية‏,‏ فإن العرب ونحوهم كانوا في جاهليتهم إذا سئلوا عمن يرزقهم من السماء والأرض،وعمن يخرج الحي من الميت،ويخرج الميت من الحي‏,‏ قالوا‏:‏ الله‏,‏ وإنما عبدوا آلهتهم الباطلة لزعمهم أنها تقربهم إلى الله زلفى‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه‏}‏ وثبت في السنة أن العطاء والمنع إلى الله وحده‏,‏ من ذلك ما رواه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة من صحيحه أن ورادا كاتب المغيرة بن شعبة قال‏:‏ أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة‏:‏ ‏"‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏,‏ له الملك وله الحمد‏,‏ ‏{‏وهو على كل شيء قدير‏}‏‏,‏ اللهم لا مانع لما أعطيت‏,‏ ولا معطي لما منعت‏,‏ ولا ينفع ذا الجد منك الجد‏"‏ لكن قد يعطي الله عبده ذرية ويوسع له في رزقه بدعائه إياه ولجئه إليه وحده كما هو واضح في سورة إبراهيم من دعاء إبراهيم الخليل ربه وإجابة الله دعاءه‏,‏ وفي سورة مريم والأنبياء وغيرهما من دعاء زكريا ربه وإجابته دعاءه‏,‏ وكما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله‏,‏ فليصل رحمه رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والله أعلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب رئيس اللجنة

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن منيع

الاعتقاد بأن الإنسان يجري الرزق إلى غيره من المخلوقات أو يدفع الضر عنه

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏9688‏)‏‏:‏

س6‏:‏ هل هناك من الإنسان يجري الرزق إلى غيره من المخلوقات أو يدفع الضر عنه‏؟‏

ج 6‏:‏ الله هو الرزاق ذو القوة المتين‏,‏ وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويدفع الضر‏,‏ أما الإنسان الحي فقد يجعله الله سببا في كسب الرزق لإنسان آخر ودفع الضر عنه بإذن الله تعالى‏,‏ أما هو في نفسه فلا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

مسألة أن الرزق مقدر

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏10909‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ يقول بعض الناس‏:‏ كيف يكون الرزق كله من الله وأنا يمكنني أن أزيد في عملي اليوم من أجل أن أحصل رزق أكثر‏,‏ فكيف يكون مقدر علي الرزق ومكتوب علي لا دخل لي في زيادته أو نقصانه‏؟‏ وهل هناك كتب تبحث في مثل هذه القضايا لتدلوننا عليها‏؟‏

ج 2‏:‏ الرزق من عند الله إيجادا وتقديرا وإعطاء‏,‏ كسبا وتسببا‏,‏ فالعبد يباشر السبب أيا كان صعبا أو سهلا كثيرا أو قليلا‏,‏ والله يقدر السبب ويوجده فضلا منه ورحمة‏,‏ فينسب الرزق إلى الله تقديرا وإعطاء وإلى العبد تسببا وكسبا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

نظرية التطور والارتقاء

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏5167‏)‏‏:‏

س 5‏:‏ هناك من يقول‏:‏ إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قردا وتطور‏,‏ فهل هذا صحيح‏,‏ وهل من دليل‏؟‏

جـ5‏:‏ هذا القول ليس بصحيح‏,‏ والدليل على ذلك أن الله بين في القرآن أطوار خلق آدم‏,‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب‏}‏ ثم إن هذا التراب بُلَّ حتى صار طينا لازبا يعلق بالأيدي‏,‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنا خلقناكم من طين لازب‏}‏ ثم صار حمأ مسنونا‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون‏}‏ ثم لما يبس صار صلصالا كالفخار‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏خلق الإنسان من صلصال كالفخار‏}‏ وصوره الله على الصورة التي أرادها ونفخ فيه من روحه‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين‏}‏ هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القرآن‏,‏ وأما الأطوار التي مرت على خلق ذرية آدم فقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏}‏ أما زوجة آدم ‏(‏حواء‏)‏ فقد بين الله تعالى أنه خلقها منه‏,‏ فقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء‏}‏ الآية‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

كيفية خلق الإنسان

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏2612‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ هل نفهم من نفخ الروح في الجنين بعد أربعة أشهر أن الحيوان المنوي المتحد ببيضة المرأة،والذي يتكون الجنين منه لا روح فيه أو ماذا‏؟‏

ج 6‏:‏ لكل من الحيوان المنوي وبويضة المرأة حياة تناسبه - إذا سلم من الآفات- تهيئ كلا منهما بإذن الله وتقديره للاتحاد بالآخر‏,‏ وعند ذلك يتكون الجنين إن شاء الله ذلك‏,‏ ويكون حيا أيضا حياة تناسبه حياة النمو والتنقل في الأطوار المعروفة‏,‏ فإذا نفخ فيه الروح‏,‏ سرت فيه حياة أخرى بإذن الله اللطيف الخبير‏,‏ ومهما بذل الإنسان وسعه ولو كان طبيبا ماهرا فلن يحيط علما بأسرار الحمل وأسبابه وأطواره‏,‏ إنما يعرف عنه بما أوتي من علم وفحص وتجارب بعض الأعراض والأحوال‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام‏}‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3014‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ وجدت في بعض الكتب عبارة ‏(‏وأنتم أيها المسلمون خلفاء الله في أرضه‏)‏ فما حكم ذلك‏؟‏

جـ1‏:‏ هذا التعبير غير صحيح من جهة معناه؛ لأن الله تعالى هو الخالق لكل شيء‏,‏ المالك له‏,‏ ولم يغب عن خلقه وملكه‏,‏ حتى يتخذ خليفة عنه في أرضه‏,‏ وإنما يجعل الله بعض الناس خلفاء لبعض في الأرض‏,‏ فكلما هلك فرد أو جماعة أو أمة جعل غيرها خليفة منها يخلفها في عمارة الأرض‏,‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة‏}‏ أي‏:‏ نوعا من الخلق يخلف من كان قبلهم من مخلوقاته‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

هل يقال عن الهواء ونحوه أنه طبيعي‏؟‏

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9552‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ هل يجوز التعبير بما يأتي‏:‏ ‏(‏هذا الهواء طبيعي‏)‏ أم لا يجوز‏؟‏

جـ 2‏:‏ إذا كان المقصود من هذا التعبير أن الهواء معتدل فهو جائز

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

توحيد الألوهية

شهادة أن لا إله إلا الله

السؤال الأول والثاني والثالث من الفتوى رقم ‏(‏7887‏)‏‏:‏

س1‏:‏ لماذا سمي الدين الإسلامي ‏(‏بالإسلام‏)‏‏؟‏

جـ1‏:‏ لأن من دخل فيه أسلم وجهه لله واستسلم وانقاد لكل ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحكام‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه‏}

معنى العبادة

س 2‏:‏ ما معنى العبادة‏؟‏

جـ 2‏:‏ معناها‏:‏ التأله والتذلل لله وحده،والانقياد له سبحانه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه‏,‏ وقد عرفها العلماء بأنها‏:‏ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه‏.‏

جملة الموت واحد والأسباب كثيرة

س 3‏:‏ هل تجوز الجملة‏:‏ ‏(‏الموت واحد والأسباب كثيرة‏)‏‏؟‏

ج 3‏:‏ نعم‏,‏ يجوز التعبير بذلك،ولا حرج فيه إن شاء الله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الركن الأول من أركان الإسلام

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7701‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ الكلمة الطيبة كما قال رسول الثقلين صلى الله عليه وسلم في الحديث‏:‏ من قال‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة هذه الكلمة التامة مع الجزئين أي‏:‏ ‏(‏لا إله‏)‏ نفي و ‏(‏إلا الله‏)‏ إثبات‏,‏ وذلك دال على وحدانية الله تعالى‏,‏ والجزء الثاني الدال على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في أي كتاب أجدها‏؟‏ وإن كانت مع الجزئين في كتاب الله تعالى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ما سواهما في أي كتاب ما جمعا مع الجزئين‏؟‏

جـ 1‏:‏ ورد الركن الأول من أركان الإسلام بجزأيه في القرآن الكريم كثيرا‏,‏ فالجزء الأول‏,‏ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الله لا إله إلا هو الحي القيوم‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فاعلم أنه لا إله إلا الله‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء‏}‏ والجزء الثاني‏,‏ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم‏}‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل‏}

وأما السنة ففي الصحيحين‏,‏ عن ابن عمر رضي الله عنهما‏,‏ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله‏,‏ وإقام الصلاة‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ وحج البيت‏,‏ وصوم رمضان وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏، عن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال‏:‏ يا محمد‏,‏ أخبرني عن الإسلام‏,‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الإسلام‏:‏ أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله‏,‏ وتقيم الصلاة‏,‏ وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان‏,‏ وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ صدقت‏.‏ قال‏:‏ فعجبنا له يسأله ويصدقه‏,‏ قال‏:‏ فأخبرني عن الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أن تؤمن بالله‏,‏ وملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ واليوم الآخر‏,‏ وتؤمن بالقدر خيره وشره ‏"‏ قال‏:‏ صدقت‏,‏ قال‏:‏ فأخبرني عن الإحسان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‏"‏، قال‏:‏ صدقت‏,‏ قال‏:‏ فأخبرني عن الساعة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما المسئول عنها بأعلم من السائل ‏"‏، قال‏:‏ فأخبرني عن أماراتها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أن تلد الأمة ربتها‏,‏ وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ‏"‏ ثم انطلق‏.‏ فلبث مليا‏,‏ ثم قال لي‏:‏ ‏"‏يا عمر‏,‏ أتدري من السائل ‏"‏‏؟‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏,‏ قال‏:‏ ‏"‏هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم

وفي الصحيحين‏,‏ عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له‏,‏ وأن محمدا عبده ورسوله‏,‏ وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه‏,‏ وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل وفي البخاري‏,‏ عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا‏:‏ لا إله إلا الله‏,‏ فإذا قالوها وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها‏,‏ وحسابهم على الله وفي الصحيحين من حديث عتبان رضي الله عنه مرفوعا‏:‏ فإن الله حرم على النار من قال‏:‏ لا إله إلا الله‏,‏ يبتغي بذلك وجه الله وقد فسر أهل العلم هذه الأحاديث وما جاء في معناها‏:‏ بأن من تلفظ بهاتين الشهادتين والتزم بحقهما من أداء الفرائض وترك المحرم وإخلاص العبادة لله وحده‏,‏ فإن الله يدخله الجنة من أول وهلة‏.‏ أما من مات على شيء من المعاصي دون الشرك ولم يتب منها فهو تحت مشيئة الله إن شاء سبحانه غفر له وأدخله الجنة على ما كان عليه من عمل‏,‏ وإن شاء عذبه على قدر معصيته ثم يدخله الجنة‏,‏ كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن القرآن يفسر بعضه بعضا وهكذا السنة‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏}‏ وهذه الآية في غير التائبين‏.‏

وأما قوله سبحانه‏:‏ ‏{‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا‏}‏ فهي في التائبين بإجماع أهل العلم‏,‏ وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجهم من أهل العلم والإيمان‏,‏ كالأئمة الأربعة وأتباعهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

فتوى رقم ‏(‏8377‏)‏‏:‏

س‏:‏ أود أن أطرح عليكم سؤالا كان محض خلاف بين عدد من الناس‏,‏ وهو أنه كانت مكتوبة كلمة الله وكلمة محمد بشكل متداخل فيما بينهما في أعلى باب أحد المساجد في محافظة أدلب، وهي كما يلي‏:‏ فمنهم من قال‏:‏ بأنه لا يجوز كتابتها على هذا الشكل‏,‏ وبرهنوا على قولهم‏:‏ بأن محمدا صلى الله عليه وسلم أصبح بذلك في مرتبة الله‏,‏ وهذا غير معقول‏.‏ ومنهم من قال‏:‏ بأن كتابتها ليس فيها أية حرمانية؛ لأن الله عز وجل جعل اسمه بجانب اسم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأرجو منكم الإرشاد الصحيح ولكم مني جزيل الشكر‏.‏

ج‏:‏ مما جاء في نصوص الشريعة القرن بين الشهادة لله بالتوحيد والشهادة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة في مواضع‏,‏ من ذلك‏:‏ القرن بينهما في الأذان للصلاة وفي الإقامة لها‏,‏ وفي حديث‏:‏ ‏"‏بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ‏"‏ وغير ذلك‏,‏ مع بيان ما يجب الإيمان به على المكلفين بالنسبة لكل منهما مما هو أهله‏,‏ كقول المكلف‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله‏,‏ أما مزجهما كتابة فلم يأت في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ففيه خطر عظيم‏,‏ إذ فيه مشابهة لعقيدة النصارى الباطلة في التثليث‏,‏ وأن الأب والابن وروح القدس إله واحد‏,‏ وفيه أيضا رمز للعقيدة الباطلة‏.‏‏.‏ عقيدة وحدة الوجود‏,‏ وفيه أيضا ذريعة إلى الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم وعبادته مع الله سبحانه‏,‏ وعليه يجب أن يمنع كتابة اسم الله تعالى واسم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الشكل‏:‏ شكل تداخل حروف اسميهما كتابة‏,‏ وتقاطع حروف اسم كل منهما بحروف اسم الآخر‏,‏ بل لا يجوز كتابة ‏(‏الله- محمد‏)‏ على باب المسجد ولا على غيره؛ لما في ذلك من الإيهام والتلبيس؛ لما ذكر من المحاذير وغيرها‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

حقيقة الإسلام

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏1988‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما هي حقيقة الإسلام‏؟‏

جـ 1‏:‏ حقيقة الإسلام جاءت في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأله عن الإسلام فقال‏:‏ الإسلام‏:‏ أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله‏,‏ وتقيم الصلاة‏,‏ وتؤتي الزكاة‏,‏ وتصوم رمضان‏,‏ وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ويدخل في ذلك الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر،وبالقدر خيره وشره‏,‏ كما يدخل في ذلك الإحسان وهو‏:‏ أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك؛ لأن الإسلام متى أطلق شمل هذه الأمور لقول الله تعالى‏:‏ إن الدين عند الله الإسلام وحديث جبرائيل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان أجابه بما ذكر‏,‏ وأخبر صلى الله عليه وسلم أن جبرائيل سأل عن هذه الأمور لتعليم الناس دينهم‏,‏ ولا يخفى أن هذا يدل أن دين الإسلام هو الانقياد لأوامر الله ظاهرا وباطنا وترك ما نهى عنه ظاهرا وباطنا‏,‏ وهذا هو الإسلام الكامل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

أنواع العبودية

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏4150‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ ما هي العبودية الحقيقية‏؟‏ أهي جعل المرء غيره عبدا ولو كان على غير طريقة الإسلام‏؟‏

جـ 6‏:‏ العبودية أنواع‏:‏

1- عبودية حقيقية عامة لجميع الخلق في كل زمان‏,‏ وهذه ليست لأحد إلا لله وحده‏,‏ كما في قوله تعالى‏:‏ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آيته يوم القيامة فردا وكما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه‏,‏ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا الحديث‏.‏ وكما في الحديث النبوي في الدعاء المشهور‏:‏ اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك‏,‏ ماض في حكمك‏,‏ عدل في قضاؤك‏,‏ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي فهذه عبودية كونية قدرية حقيقية عامة‏,‏ مقتضاها تصرف الله في خلقه كيف يشاء وانقيادهم له طوعا وكرها لا معقب لحكمه،وهو اللطيف الخبير لا شريك له في شيء من ذلك‏.‏

2- عبودية تشريف وتكريم لأصفيائه وأوليائه من أنبيائه وملائكته وسائر الصالحين من عباده‏,‏ كما في قوله تعالى‏:‏ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله الآيات، وقوله تعالى في الملائكة‏:‏ بل عباد مكرمون الآيات، وقوله تعالى في عموم الصالحين‏:‏ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما إلى الآية الأخيرة من سورة الفرقان‏.‏ وهذه عبودية حقيقية خاصة اختص الله تعالى بها الصالحين الأخيار من عباده؛ تشريفا لهم وتكريما‏.‏

3- عبودية بين مخلوق ومخلوق وهذه عبودية خاصة محدودة مؤقتة‏,‏ وهي إما شرعية إن كانت عن حرب إسلامية للكفار‏,‏ خولها الله للغانمين ولمن اشترى منهم وجعل لها حقوقا‏,‏ وإما غير شرعية وهي التي تكون عن سرقة أحرار أو التسلط عليهم ظلما وعدوانا‏,‏ أو تكون بشراء من هؤلاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يقول الله تعالى‏:‏ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة‏:‏ رجل أعطى بي ثم غدر‏,‏ ورجل باع حرا فأكل ثمنه‏,‏ ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره متفق عليه

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

تفسير كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6149‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ أريد تفسير كلمة ‏(‏لا إله إلا الله محمد رسول الله‏)‏‏.‏

ج 3‏:‏ شهادة ‏(‏أن لا إله إلا الله‏)‏ و ‏(‏أن محمدا رسول الله‏)‏ هي الركن الأول من أركان الإسلام‏,‏ ومعنى ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏‏:‏ لا معبود بحق إلا الله‏,‏ وهي نفي وإثبات‏.‏ ‏(‏لا إله‏)‏ نافيا جميع العبادة لغير الله‏,‏ ‏(‏إلا الله‏)‏ مثبتا جميع العبادة لله وحده لا شريك له‏,‏ ونوصيك بمراجعة كتاب ‏(‏فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‏)‏ تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن؛ لأنه قد بسط الكلام في ذلك في باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله‏.‏

وأما كلمة ‏(‏محمد رسول الله‏)‏ فمعناها‏:‏ الإقرار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بها والانقياد لها قولا وفعلا واعتقادا‏,‏ واجتناب كل ما ينافيها من الأقوال والأعمال والمقاصد والتروك‏,‏ وبعبارة أخرى معناها‏:‏ طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

مفهوم العبودية في الإسلام

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7150‏)‏‏:‏

س1‏:‏ من المعلوم البين والواضح المتعين‏:‏ أن الإسلام جاء لتحرير الناس‏,‏ والحرية في الإسلام‏,‏ كما وصفها أحد العلماء الربانيين أنها‏:‏ أن تكون عبدا لله وحرا لسواه‏.‏ فالرجاء منكم أن توضحوا لنا باختصار مفهوم العبودية في الإسلام‏,‏ وكيف يتم تحرير العبد من سيده وكل ما تفرع عن ذلك‏,‏ إضافة إلى ذلك تفسير الحكمة من اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس كخادم واتخاذ عمر للغلام‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏؟‏

جـ 1‏:‏ معنى العبودية‏:‏ الخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى بطاعة أوامره وترك نواهيه‏,‏ والوقوف عند حدوده؛ تقربا إليه سبحانه‏,‏ ورغبة في ثوابه‏,‏ وحذرا من غضبه وعقابه‏,‏ فهذه هي العبودية الحقة ولا تكون إلا لله‏.‏ وأما عبودية الرق فهي عبودية طارئة لأسباب كثيرة‏,‏ أصلها تلبس الشخص بالكفر فيسبى من الكفار بالجهاد الشرعي‏.‏

أما كيف يتحرر العبد من سيده‏؟‏ فلذلك أسباب أوضحها العلماء في كتاب العتق‏,‏ منها‏:‏ أن يعتقه سيده على سبيل التقرب إلى الله سبحانه‏,‏ ومنها أن يعتقه عن كفارة قتل أو ظهار أو نحوهما‏.‏ وأما اتخاذ الخادم فجائز؛ لما ثبت في حديث أنس وغيره من الأحاديث‏,‏ ومن الحكمة في ذلك قضاء حوائج النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته في لوازمه الخاصة ومعرفة الآداب والأخلاق التي كان يتحلى بها‏,‏ وليس في ذلك معارضة العبودية الخاصة لله وحده‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

إسلام الكافر

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7559‏)‏‏:‏

س1‏:‏ أسلم كافر فهل ينطق بالشهادتين أو يتوضأ أولا‏؟‏

جـ 1‏:‏ ينطق بالشهادتين أولا‏,‏ ثم يتطهر للصلاة‏,‏ ويشرع له الغسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض الصحابة بذلك لما أسلم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن قعود

الفرق بين المسلم وغير المسلم

السؤال الثامن والتاسع من الفتوى رقم ‏(‏8897‏)‏‏:‏

س 8، 9‏:‏ المسائل يطرحها المسلمون من أمكنة كثيرة لمجالس التوعية وهم يريدون الإجابة العقلية الفسطائية المسايرة لعقلهم الذين لا يؤمنون بالقرآن ولا بالسنة‏,‏ بل يسندون على العقل أي أنهم ممن يستحسنون العقل فقط‏,‏ ولهذا يريدون الإجابة العقلية المقنعة لهم‏,‏ وهم سائرون للترويج لغرض التشويش وتشكيك الجهلاء من المسلمين‏,‏ منهم من يحسنون المجاملة مع المسلمين كالصينيين الماليزيين‏,‏ ومنهم من لهم السلطة والسياسة كالبوذيين بفطاني‏:‏ وما الإجابة عما يأتي‏؟‏

1- أنه لايختلف في شيء حيث إننا نعبد ونسجد لأحجار التماثيل في ماليزيا بينما أنتم تذهبون بنفقات باهظة تبيعون لهم العقارات وما إلى ذلك من النفيسات لديكم ذاهبون إلى مكة‏,‏ أنتم هناك تركعون وتسجدون وتطوفون أحجار الكعبة بالمسجد الحرام وقد شاهدناها من خلال التلفاز في مواسم الحج وقالوا‏:‏ الكل على كل حال أحجار بغض عن نظرنا على معتقداتكم غير هذا الظاهر‏؟‏ والمقدم أو مروج لهذه مجوسيون صينيون ماليزيون‏.‏‏.‏‏.‏

2- إن مثل الأديان كمثل الأنهار العديدة المختلفة المنابع أقصاها من منبع واحد في أراضي عالية العالية والكل جرين إلى بحر واحد يريدون منها‏:‏ أن الأديان تعلم معتنقيها للأخلاق الحسنة وللأعمال النافعة،والهادفة لصلاحية بني البشر وفلاحهم دنيويا وأخرويا‏.‏‏.‏‏.‏ وأخيرا يحشرهم أمام الله ذلك المقصود منهم‏:‏ من المنبع الواحد إلى البحر الواحد‏.‏

3 - بمعنى‏:‏ فمن تمسك بأي دين من الأديان فهو ناج؛ لأنه حق الله،وإلى الله سواء بدين إسلامي أو بوذي أو مسيحي‏.‏ ذلك للتشويش أو للتشكيك في صفوف المسلمين وخصوصا في أبنائهم نرجو الإخطار سريعا بوصول المراقب لديكم‏,‏ إننا ننتظر ساعة بساعة نشكركم على ذلك مقدما‏.‏

هذا‏,‏ ومع العلم هذا قول أو فلسفة رهبان البوذيين تايلنديين‏.‏ قام رجال سياسيون تايلنديون بزرع الأفكار في صفوف أبناء المسلمين الذين يتعلمون في مدارسهم الحكومية فيؤمنون بها أغلبيتهم ذلك لغرض سياسة انضمامية الإسلام إلى بوذيهم وملايويتهم في سياميتهم‏.‏‏.‏‏.‏ وهكذا‏.‏‏.‏‏.‏ وكذلك يفعلون‏.‏ وتقول الطائفة الشيعية في تأويلهم قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وأقم الصلاة لذكري‏}‏ فمن ذكر الله في قلبه فلا صلاة له بكيفياتها المعروفة‏,‏ ومن المعروف أن معتنقيها قاموا بالصلاة الباطنية‏,‏ وهو‏:‏ أن يغمضوا البصر برهة يبصر من خلالها عملية صلاته في ذهنهم‏.‏‏.‏‏.‏ وقالوا‏:‏ وبهذا قد قامت الصلاة‏.‏ قالوا‏:‏ إن الصلاة الباطنية أقوى وأبقى من أعمال الظاهرية‏,‏ أي‏:‏ بكيفياتها المعروفة مستدلون بقوله‏:‏ ‏{‏ما عندكم ينفد وما عند الله باق‏}‏ أي‏:‏ ما عندكم هو عملية الصلاة بالظاهرية بالأعضاء‏,‏ وهي ذاهبة بعد العمل مباشرة‏,‏ وما عند الله باق‏,‏ أي‏:‏ وهو القلب الذي كنتم تصلون به باق فيكم صوته،وصورته تجيء إليكم على الدوام تعملون للصلوات مرة يوميا‏,‏ أما من أول النهار وهو في الصبح‏,‏ وأما آخره وهو في وقت المغرب‏.‏ والأفضل‏:‏ أن تفعلوا الكل في أوقاتها حيث أينما وحيثما كنتم وحتى في المراحيض وأثناء الأكل وإيتاء النساء‏.‏ هذا ما أفيد مضمون كلام الشيخ الذي حضر التوعية‏,‏ وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه‏.‏

ج 8، 9‏:‏ الفرق بيننا وبين ما ذكرت عن الملاحدة عظيم‏,‏ فالمسلمون يعبدون الله وحده على ما جاء به كتابه العظيم القرآن ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله إلى الجن والإنس والعرب والعجم والرجال والنساء وجعله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام‏,‏ وأوجب على الثقلين اتباعه والتمسك بما جاء به صلى الله عليه وسلم، أما الملحدون فيتبعون أهواءهم وعقولهم‏,‏ والعقول والأهواء لا تنجي أهلها من عذاب الله،ولا ترشدهم إلى الأعمال والأقوال التي ترضي الله سبحانه وتعالى‏,‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله‏}‏‏.‏

وأما قولهم‏:‏ إن الأديان كلها من منبع واحد فهو باطل‏,‏ بل الإسلام الذي بعث الله به الرسل هو دين الحق‏,‏ ومنبعه من الله سبحانه الذي خلق من أجله الثقلين وأنزل به الكتب التي أعظمها القرآن الكريم وأرسل به الرسل الذين ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما الأديان الأخرى،فمنبعها آراء الناس وعقولهم وهي غير معصومة‏,‏ ولا يصح منها ولا يعتبر إلا ما وافق الشرع الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام‏,‏ وبعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبل من آراء الناس،وعقولهم ولا ما في الكتب السابقة التي قبل القرآن إلا ما وافق شرعه عليه الصلاة والسلام‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون‏}‏ وقال سبحانه وتعالى في شأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤدون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون‏}‏ ثم قال سبحانه‏:‏ ‏{‏قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون‏}‏ والآيات في هذا المعنى كثيرة‏.‏

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار والأحاديث في هذا المعنى كثيرة‏.‏

فالواجب نصيحة هؤلاء الملاحدة ودعوتهم إلى الحق وتذكيرهم بمغبة كفرهم‏,‏ وأن مصيرهم النار إن لم يؤمنوا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبعوا ما جاء به‏,‏ ولكم من الله الأجر العظيم وحسن العاقبة‏.‏

أما زعم من ذكرت أنهم لا يقبلون إلا ما يقتضيه العقل فينبغي أن يبين لهم بلغتهم التي يفهمونها‏:‏ أن العقل غير معصوم‏,‏ وأن عقول الناس مختلفة؛ فلهذا جاء شرع الله المطهر بعدم الاعتماد عليها‏,‏ وإنما يعتمد على ما دل عليه كتاب الله؛ لكونه الحق الذي ليس بعده حق‏,‏ ولأنه لا أصدق من الله سبحانه‏,‏ ولأنه أعلم بأحوال عباده ثم ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏,‏ ولأن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم عن الخطأ في كل ما يبلغه عن الله سبحانه؛ ولهذا أمر الله عز وجل في كتابه العظيم بالرجوع إلى حكمه عند الاختلاف‏,‏ وإلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه‏:‏ ‏{‏وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله‏}‏ وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا‏}‏ ولم يأمر سبحانه ولا رسوله بالرجوع إلى العقول وتحكيمها‏,‏ وما ذلك إلا لعجزها عن حل المشكلات واختلافها‏,‏ ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه‏,‏ وأن يعين الجميع للفقه في دينه،والثبات عليه وترك ما خالفه إنه جواد كريم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود