الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس، أنه كان يقرأ {ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضياء} ويقول: خذوا هذه الواو واجعلوها ههنا (والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم...) الآية. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تبارك وتعالى: وعزتي لأجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، فمن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران قال: خصلتان فيهما البركة: القرآن والمطر. وتلا أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب، عن علي بن أبي طالب أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ لأن يمس أحدكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن يمسها. وأخرج ابن عساكر عن علي قال: لا يسلم على أصحاب النردشير والشطرنج. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا: يا إبراهيم، ألا تخرج معنا؟ قال: إني سقيم، وقد كان بالأمس قال: وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة، أن أبا إبراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الأصنام ثم يشكها في حبل ويحمل إبراهيم على عنقه ويدفع إليه المشكوك يدرو يبيعها، فجاء رجل يشتري فقال له إبراهيم: ما تصنع بهذا حين تشتريه؟ قال: اسجد له. قال له إبراهيم: أنت شيخ تسجد لهذا الصغير! إنما ينبغي للصغير أن يسجد للكبير فعندها وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {جذاذا} قال: حطاما. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جذاذا} قال: فتاتا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله: وأخرج أبو داود والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث كلهن في الله: قوله إني سقيم ولم يكن سقيما، وقوله لسارة أختي، وقوله: وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي الناس إبراهيم فيقولون له: اشفع لنا إلى ربك. فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله، قوله: وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {أف} يعني الرديء من الكلام. أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر فقال: أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار؟ قلت: لا. قال: رجل من أعراب فارس، يعني الأكراد. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما جمع لإبراهيم عليه السلام ما جمع وألقي في النار، جعل خازن المطر يقول: متى أومر بالمطر فأرسله؟ فكان أمر الله أسرع، قال الله: وأخرج أحمد والطبراني وأبو يعلى وابن أبي حاتم، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم "فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله. وأخرج ابن مردويه عن أم شريك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال: "كانت تنفخ على إبراهيم صلى الله عليه وسلم". وأخرج عبد الرزاق في المصنف، أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكانت الوزغ تنفخ عليه، ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا". وأخرجه ابن المنذر فقال: أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الضفدع، فإنه صوته تسبيح وتقديس وتكبير، إن البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن إبراهيم فأذن للضفادع، فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار برد الماء". وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك". وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر، عن ابن عمرو قال: أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار، حسبنا الله ونعم الوكيل. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن كعب قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال: أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار فكان فيها إما خمسين وإما أربعين، قال: ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي إبراهيم خليل الرحمن في النار، قال الملك خازن المطر: يا رب، إن خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر، فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: الذي قال حرقوه، هبون. فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: لو لم يتبع بردها {سلاما} لمات إبراهيم من بردها، فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا طفئت، ظننت أنها هي تعنى. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر، عن علي في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار، نادى الملك الذي يرسل المطر: رب، خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر، فقال الله: وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبي هلال، عن بكر بن عبد الله المزني قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار، جاءت عامة الخليقة فقالت: "يا رب، خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه. قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا آلهه ليس له إله غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه، وإلا فدعوه" قال: وجاء ملك القطر قال: "يا رب، خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر. قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا آلهه ليس له إله غيري، فإن استعان بك فأعنه وإلا فدعه". قال: فلما ألقي في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله عز وجل: وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة قال: قال كعب: ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئا، إلا وثاق إبراهيم. وقال قتادة: لم تأت دابة يومئذ إلا أطفأت عنه النار، إلا الوزغ. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: يذكرون أن جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها، فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجبا...! فطارت منه شرارة فوقعت على إبهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: خرج إبراهيم من النار يعرق لم تحرق النار إلا وثاقه، فأخذوا شيخا منهم فجعلوه على نار كذلك فاحترق. وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن صرد. وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لما أرادوا أن يلقوه في النار، جعلوا يجمعون له الحطب فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها، فيقال لها: أين تريدين؟ فتقول: أذهب إلى هذا الذي يذكر آلهتنا. فلما ذهب به ليطرح في النار وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير، عن علي بن أبي طالب في قوله: وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لو لم يقل: {وسلاما} لقتله البرد. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار، وجده يرشح جبينه فقال عند ذلك: نعم الرب ربك يا إبراهيم. وأخرج ابن جرير عن شعيب الجبائي قال: ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة، وذبح إسحق وهو ابن سبع سنين. وأخرج ابن جرير عن معتمر بن سليمان التيمي، عن بعض أصحابه قال: جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى في النار قال: يا إبراهيم، ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا. وأخرج ابن جرير عن أرقم، أن إبراهيم عليه السلام قال: حين جعلوا يوثقونه ليلقوه في النار: "لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك". وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله: {فأرداوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} قال: ألقوا شيخا في النار منهم لأن يصيبوا نجاته كما نجا إبراهيم فاحترق. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مالك في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله: وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام قال: بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر، وإن دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم. وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس، قال لوط: كان ابن أخي إبراهيم عليهما السلام. وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار، ولسانه يومئذ سرياني، فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقلب عبرانيا حيث عبر الفرات، وبعث ثمرود في نحو أثره وقال: لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به، فلقوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته. وأخرج ابن عساكر عن حسان بن عطية قال: أغار ملك نبط على لوط عليه السلام فسباه وأهله، فبلغ ذلك إبراهيم فأقبل في طلبه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر، فالتقى هو وتلك النبط في صحراء معفور، فعبى إبراهيم ميمنة وميسرة وقلبا، وكان أول من عبى الحرب هكذا، فاقتتلوا فهزمهم إبراهيم واستنقذ لوطا وأهله. وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية {ونجيناه} يعني إبراهيم وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر، عن قتادة رضي الله عنه وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه في قوله: وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ووهبنا له إسحق} قال: ولدا وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه {ووهبنا له إسحق} قال: أعطاه وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي في الآية قال: دعا بالحق فاستجيب له وزيد يعقوب. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحكم قال: النافلة ابن الابن. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: أخرج ابن عساكر عن أبي أمامة الباهلي قال: كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون بها: لعب الحمام، ورمي البندق، والمكاء، والخذف في الأنداء، وتسبيط الشعر، وفرقعة العلك، وإسبال الإزار، وحبس الأقبية، وإتيان الرجال، والمنادمة على الشراب، وستزيد هذه الأمة عليها. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن عساكر، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ستة من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة: الجلاهق، والصفر، والبندق، والخذف، وحل إزار القباء، ومضغ العلك. وأخرج إسحق بن بشر والخطيب وابن عساكر، عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشر خصال عملتها قوم لوط، بها أهلكوا، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضا، ورميهم بالجلاهق، ولعبهم الحمام، وضرب الدفوف، وشرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب، والصفر، والتصفيق، ولباس الحرير، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضا". وأخرج ابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سنن قوم لوط قد فقدت إلا ثلاثا: جر نعال السيوف، وقصف الأظفار، وكشف العورة". وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: أخرج الحاكم عن وهب قال: داود بن إيشا بن عويد بن عابر من ولد يهوذا بن يعقوب، وكان قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب. وأخرج ابن جرير عن مرة رضي الله عنه في قوله: وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم و البيهقي في سننه، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مسروق قال: الحرث الذي وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد في الآية قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث، وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لأهل الحرث، وعليهم رعاؤها ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أكل، ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم. وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: النفش بالليل والهمل بالنهار. ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا فرفع ذلك إلى داود، فقضى بالغنم لأصحاب الزرع فقال سليمان: ليس كذلك، ولكن له نسلها ورسلها وعوارضها وجزازها، حتى إذا كان من العام المقبل كهيئته يوم أكل، دفعت الغنم إلى أربابها وقبض صاحب الزرع زرعه. قال الله: وأخرج ابن جرير عن قتادة والزهري في الآية قال: نفشت غنم في حرث قوم فقضى داود أن يأخذوا الغنم ففهمها الله سليمان، فلما أخبر بقضاء داود قال: لا، ولكن خذوا الغنم ولكم ما خرج من رسلها وأولادها وأصوافها إلى الحول. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت امرأة عابدة من بني إسرائيل، وكانت تبتلت المرأة وكان لها جاريتان جميلتان، وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال، فقالت إحدى الجاريتين للأخرى: قد طال علينا هذا البلاء، أما هذه فلا تريد الرجال ولا نزال بشر ما كنا لها، فلو أنا فضحناها فرجمت فصرنا إلى الرجال. فأتيا ماء البيض فأتياها وهي ساجدة، فكشفتا عن ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض، وصرختا: إنها قد بغت. وكان من زنى فيهم حده الرجم، فرفعت إلى داود وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها، فقال سليمان: ائتوا بنار، فإنه إن كان ماء الرجال تفرق، وإن كان ماء البيض اجتمع. فأتي بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم، فعطف داود على سليمان فأحبه. ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه، فقضى داود عليه السلام بالغنم لأصحاب الحرث فخرجوا وخرجت الرعاة معهم الكلاب فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟ فأخبروه فقال: لو وليت أمرهم لقضيت بغير هذا القضاء. فقيل لداود عليه السلام: إن سليمان يقول كذا وكذا. فدعاه فقال: كيف تقضي بينهم؟ فقال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلالها وألبانها ومنافعها، ويذر أصحاب الحرث الحرث هذا العام، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفعوا إلى هؤلاء الغنم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس {نفشت} قال: رعت. وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {نفشت} قال: النفش، الرعي بالليل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد: بدلن بعد النفش الوجيفا * وبعد ول الحزن الصريفا وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي شيبة وأحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن حرام بن محيصة، أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا فأفسدت فيه، فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وإن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها". وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن ناقة البراء بن عازب رضي الله عنه دخلت حائطا لقوم فأفسدت عليهم، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: على أهل الحائط حفظ حائطهم بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل، ثم تلا هذه الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه، أنه قرأ "فأفهمناها سليمان". وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال: كان الحكم بما قضى به سليمان، ولم يعب داود في حكمه. وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أهون أهل النار عذابا، رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه. فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: وما جرمه يا رسول الله، قال: كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه، وحرم الله الرزع وما حوله غلوة سهم، فاحذروا أن لا [؟؟] يستحب الرجل ما له في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة". وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما امرأتان معهما ابنان لهما، جاء الذئب فأخذ أحد الابنين، فتحاكما إلى داود فقضى له للكبرى فخرجتا فدعاهما سليمان فقال: هاتوا السكين أشقه بينهما. فقالت الصغرى: يرحمك الله، هو ابنها لا تشقه. فقضى به للصغرى. وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن امرأة حسناء من بني إسرائيل راودها عن نفسها أربعة من رؤسائهم فامتنعت على كل واحد منهم، فاتفقوا فيما بينهم عليها، فشهدوا عليها عند داود أنها مكنت من نفسها كلبا لها قد عودته ذلك منها، فأمر برجمها. فلما كان عشية ذلك اليوم جلس سليمان واجتمع معه ولدان مثله فانتصب حاكما، وتزيا أربعة منهم بزي أولئك وآخر بزي المرأة، وشهدوا عليها بأنها مكنت من نفسها كلبها. فقال سليمان: فرقوا بينهم. فسأل أولهم: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود. فعزله واستدعى الآخر فسأله عن لونه فقال: أحمر، وقال الآخر أغبش، وقال الآخر أبيض. فأمر عند ذلك بقتلهم، فحكي ذلك لداود فاستدعى من فوره أولئك الأربعة فسألهم متفرقين عن لون ذلك الكلب فاختلفوا فيه فأمر بقتلهم. وأخرج أحمد في الزهد عن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان عليه السلام: أوتينا ما أوتي الناس ولم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس ولم يعلموا. فلم يجد شيئا أفضل من ثلاث كلمات: الحلم في الغضب، والرضا والقصد في الفقر، والغنى وخشية الله في السر والعلانية. وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان عليه السلام لابنه: يا بني، إياك وغضب الملك الظلوم فإن غضبه كغضب ملك الموت. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن خيثمة قال: قال سليمان عليه السلام: جربنا العيش لينه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه. وأخرج ابن أبي شيبة وأمد، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: يا بني، لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وإن كانت بريئة. يا بني، إن من الحياء صمتا ومنه وقارا يا بني، إن أحببت أن تغيظ عدوك فلا ترفع العصا عن ابنك. يا بني، كما يدخل الوتد بين الحجرين وكما تدخل الحية بين الحجرين، كذلك تدخل الخطيئة بين البيعين. وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال: بلغنا أن سليمان قال لابنه: امش وراء الأسد ولا تمش وراء امرأة. وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: يا بني، إن من سوء العيش نقلا من بيت إلى بيت. وقال لابنه: عليك بخشية الله فإنها غلبت كل شيء. وأخرج أحمد عن بكر بن عبد الله، أن داود عليه السلام قال لابنه سليمان: أي شيء أبرد، وأي شيء أحلى، وأي شيء أقرب، وأي شيء أقل، وأي شيء أكثر، وأي شيء آنس، وأي شيء أوحش؟؟ قال: أحلى شيء روح الله من عباده، وأبرد شيء عفو الله عن عباده، وعفو العباد بعضهم عن بعض. وآنس شيء الروح تكون في الجسد، وأوحش شيء الجسد تنزع منه الروح، وأقل شيء اليقين، وأكثر شيء الشك، وأقرب شيء الآخرة من الدنيا، وأبعد شيء الدنيا من الآخرة. وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا، فإذا فعلت ذلك فلا تحزن عليه. وقال: يا بني، ما أقبح الخطيئة مع المسكنة! وأقبح الضلالة بعد الهدى! وأقبح من ذلك رجل كان عابدا فترك عبادة ربه. وأخرج أحمد عن قتادة قال: قال سليمان عليه السلام: عجبا للتاجر: كيف يخلص يحلف بالنهار وينام بالليل؟؟ وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان لابنه: يا بني، إياك والنميمة فإنها كحد السيف. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل: أن إياس بن معاوية لما استقضى، آتاه الحسن فرآه حزينا فبكى إياس فقال: ما يبكيك؟! فقال: يا أبا سعيد، بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. فقال الحسن: إن فيما قص الله من نبأ داود ما يرد ذلك. ثم قرأ ثم قال: أخذ الله على الحكام ثلاثة: أن لا يشتروا بآياته ثمنا قليلا، ولا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس. ثم تلا هذه الآية وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن قتادة في قوله: وأخرج السدي في قوله: وأخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ "لنحصنكم" بالنون. وأخرج الفريابي عن سليمان بن حيان قال: كان داود إذا وجد فترة، أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان عمر آدم ألف سنة، وكان عمر داود ستين سنة. فقال آدم: أي رب، زده من عمري أربعين سنة. فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة". وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحاكم وصححه، عن ابن عباس قال: مات داود عليه السلام يوم الست فجأة، فعكفت الطير عليه تظله. وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي، ثم يجيء أشراف الناس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشراف الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير مسيرة شهر في الغداة الواحدة. وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال: بلغنا أن سليمان عليه السلام كان عسكره مائة فرسخ، خمسة وعشرون منها للإنس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب، فيها ثلثمائة حرة وسبعمائة سرية، فأمر الريح العاصف فرفعته فأمر الريح فسارت به، فأوحى الله إليه "أني أزيد في ملكك أن لا يتكلم أحد بشيء إلا جاءت الريح فأخبرتك". وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها، ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه، ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء، فهو يطأطئ رأسه ما يلتفت يمينا ولا شمالا تعظيما لله وشكرا لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله، يضعه الريح حيث يشاء أن يضعه. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: كان لسليمان مركب من خشب وكان فيه ألف ركن، في كل ركن ألف بيت يركب معه فيه الجن والإنس، تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب، فإذا ارتفع جاءت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه فلا يدري القوم إلا قد أظلهم من الجيوش والجنود. وأخرج ابن عساكر عن السدي في قوله: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه قرأ وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: وأخرج الطبراني والديلمي عن ابن مسعود قال: "ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحية فقال: اعرضها علي. فعرضها عليه بسم الله شجنية قرنية ملحة بحر قفطا. فقال: هذه مواثيق أخذها سليمان على الهوام ولا أرى بها باسا". وأخرج الحاكم عن الشعبي قال: أرخ بنو إسحق من مبعث موسى إلى ملك سليمان. أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال: كان أيوب بن أموص نبي الله الصابر طويلا جعد الشعر واسع العينين حسن الخلق، وكان على جبينه مكتوب: المبتلى الصابر، وكان قصير العنق عريض الصدر غليظ الساقين والساعدين، كان يعطي الأرامل ويكسوهم جاهدا ناصحا لله. وأخرج الحاكم عن وهب قال: أيوب بن أموص بن رزاح بن عيص بن إسحق بن إبراهيم الخليل. وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحق، ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود، ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون، ثم إلياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال: كان أيوب أعبد أهل زمانه وأكثرهم مالا، فكان لا يشبع حتى يشبع الجائع، وكان لا يكتسي حتى يكسي العاري، وكان إبليس قد أعياه أمر أيوب لقوته فلا يقدر عليه، وكان عبدا معصوما. وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر، عن وهب أنه سئل: ما كانت شريعة قوم أيوب؟ قال: التوحيد وإصلاح ذات البين. وإذا كانت لأحد منهم حاجة خر لله ساجدا ثم طلب حاجته. قيل: فما كان ماله؟ قال: كان له ثلاثة آلاف فدان، مع كل فدان عبد، مع كل عبد وليدة ومع كل وليد أتان وأربعة عشرة ألف شاة، ولم يبت ليلة له إلا وضيف وراء بابه، ولم يأكل طعامه إلا ومعه مسكين. وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان الثوري قال: ما أصاب إبليس من أيوب في مرضه إلا الأنين. وأخرج ابن عساكر عن عقبة بن عامر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم. "قال الله لأيوب: تدري ما جرمك إلي حتى ابتليتك؟ فقال: لا يا رب. قال: لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين". وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس قال: إنما كان ذنب أيوب، أنه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه فلم يعنه، ولم يأمر بمعروف وينه الظالم عن ظلمه المسكين فابتلاه الله. وأخرج ابن عساكر عن الليث بن سعد قال: كان السبب الذي ابتلي فيه أيوب، أنه دخل أهل قريته على ملكهم - وهو جبار من الجبابرة - وذكر بعض ما كان ظلمه الناس، فكلموه فأبلغوا في كلامه ورفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه، فقال الله: "اتقيت عبدا من عبادي من أجل زرعك؟" فأنزل الله به ما أنزل من البلاء. وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس الخولاني، قال: أجدب الشام، فكتب فرعون إلى أيوب: أن هلم إلينا فإن لك عندنا سعة. فأقبل بخيله وماشيته وبنيه فأقطعهم، فدخل شعيب فقال فرعون: أما تخاف أن يغضب غضبة فيغضب لغضبه أهل السموات والأرض والجبال والبحار؟ فسكت أيوب، فلما خرجا من عنده أوحى الله إلى أيوب: أوسكت عن فرعون لذهابك إلى أرضه؟ استعد للبلاء. قال: فديني؟ قال: أسلمه لك. قال: لا أبالي. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن عساكر، عن يزيد بن ميسرة قال: لما ابتلى الله أيوب بذهاب المال والأهل والولد، فلم يبق له شيء، أحسن الذكر والحمد لله رب العالمين. ثم قال: أحمدك رب الذي أحسنت إلي.... قد أعطيتني المال والولد لم يبق من قلبي شعبة إلا قد دخلها ذلك، فأخذت ذلك كله مني وفزعت قلبي، فليس يحول بيني وبينك شيء لا يعلم عدوي إبليس الذي وصفت إلا حسدني، فلقي إبليس من ذها شيئا منكرا. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان لأيوب أخوان فجاءا يوما فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد، فقال أحدهما للآخر: لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شيء قط مثله، قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعا، وأنا أعلم مكان جائع فصدقني. فصدق من في السماء وهما يسمعان، ثم خر ساجدا وقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني. فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه. وأخرح ابن عساكر عن الحسن قال: ضرب أيوب بالبلاء، ثم بالبلاء بعد البلاء بذهاب الأهل والمال، ثم ابتلي في بدنه، ثم ابتلي حتى قذف في بعض مزابل بني إسرائيل، فما يعلم أيوب دعا الله يوما أن يكشف ما به ليس إلا صبرا وإحتسابا، حتى مر به رجلان فقال أحدهما لصاحبه: لو كان لله في هذا حاجة ما بلغ به هذا كله. فسمع أيوب فشق عليه فقال: رب وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن نوف البكالي في قوله: وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني، عن الضحاك قال: بلغ ابن مسعود أن مروان قال في هذه الآية: وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله: وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله: وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة في قوله: وأخرج ابن جرير عن الحسن وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: ما كان بقي من أيوب عليه السلام إلا عيناه وقلبه ولسانه، فكانت الدواب تختلف في جسده، ومكث في الكناسة سبع سنين وأياما. وأخرج أحمد عن نوف البكالي قال: مر نفر من بني إسرائيل بأيوب فقالوا: ما أصابه ما أصابه إلا بذنب عظيم أصابه. فسمعها أيوب فعند ذلك قال: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} وكان قبل ذلك لا يدعو. وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سنين وأشهرا ما يسأل الله أن يكشف ما به وما على وجه الأرض، خلق أكرم من أيوب، فيزعمون أن بعض الناس قال: لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا. فعند ذلك دعا. وأخرج ابن جريرعن وهب بن منبه قال: لم يكن بأيوب الأكلة، إنما يخرج منه مثل ثدي النساء ثم يتفقأ. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: وأخرج ابن جرير عن ليث قال: أرسل مجاهد رجلا يقال له قاسم إلى عكرمة يسأله عن قول الله لأيوب وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله: وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: بقي أيوب على كناسة لنبي إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف فيه الدواب. وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: إن أيوب آتاه الله تعالى مالا وولدا وأوسع عليه، فله من الشياه والبقر والغنم والإبل. وإن عدو الله إبليس قيل له: "هل تقدر أن تفتن أيوب؟" قال: رب، إن أيوب أصبح في دنيا من مال وولد فلا يستطيع إلا شكرك، فسلطني على ماله وولده فسترى كيف يطيعني ويعصيك. فسلط على ماله وولده فكان يأتي الماشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيران، ثم يأتي أيوب وهو يصلي متشبها براعي الغنم فيقول: يا أيوب، تصلي لرب؟ ما ترك الله لك من ماشيتك شيئا من الغنم إلا أحرقها بالنيران. وكنت ناحية فجئت لأخبرك. فيقول أيوب: اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت، مهما يبق شيء أحمدك على حسن بلائك. فلا يقدر منه على شيء مما يريد، ثم يأتي ماشيته من البقر فيحرقها بالنيران. ثم يأتي أيوب فيقول له ذلك، ويرد عليه أيوب مثل ذلك. وكذلك فعل بالإبل حتى ما ترك له ماشية حتى هدم البيت على ولده، فقال: يا أيوب، أرسل الله على ولدك من هدم عليهم البيوت حتى يهلكوا! فيقول أيوب مثل ذلك. وقال: رب هذا حين أحسنت إلي الإحسان كله قد كنت قبل اليوم يشغلني حب المال بالنهار ويشغلني حب الولد بالليل شفقة عليهم، فالآن أفرغ سمعي لك وبصري وليلي ونهاري بالذكر والحمد والتقديس والتهليل. فينصرف عدو الله من عنده ولم يصب منه شيئا مما يريد. ثم إن الله تعالى قال: كيف رأيت أيوب؟ قال إبليس: إن أيوب قد علم أنك سترد عليه ماله وولده، ولكن سلطني على جسده فإن أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك. فسلط على جسده، فأتاه فنفخ فيه نفخة أقرح من لدن قرنه إلى قدمه، فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل، فلم يبق له مال ولا ولد ولا صديق ولا أحد يقربه غير رحمة صبرت عليه، تصدق عليه وتأتيه بطعام وتحمد الله معه إذا حمده، وأيوب على ذلك لا يفر من ذكر الله والتحميد والثناء على الله والصبر على ما ابتلاه الله. فصرخ إبليس صرخة جمع فيها جنوده من أقطاء الأرضين جزعا من صبر أيوب، فاجتمعوا إليه وقالوا له: اجتمعنا إليك، ما أحزنك؟! ما أعياك؟ قال: أعياني هذا العبد الذي سألت ربي أن يسلطني على ماله وولده، فلم أدع له مالا ولا ولدا فلم يزدد بذلك إلا صبرا وثناء على الله تعالى وتحميدا له، ثم سلطت على جسده فتركته قرحة ملقاة على كناسة بني إسرائيل لا تقربه إلا امرأته، فقد أفتضحت بربي فاستعنت بكم لتعينوني عليه. فقالوا له: أين مكرك؟ أين علمك الذي أهلكت به من مضى؟ قال: بطل ذلك كله في أيوب، فأشيروا علي. قالوا: نشير عليك، أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة؟ من [؟؟] أتيته؟ قال: من قبل امرأته. قالوا: فشأنك بأيوب من قبل امرأته، فإنه لا يستطيع أن يعصيها وليس أحد يقربه غيرها. قال: أصبتم. فانطلق حتى أتى امرأته وهي تصدق، فتمثل لها في صورة رجل فقال: أين بعلك يا أمة الله؟ قالت: ها هو ذاك يحك قروه ويتردد الدود في جسده. فلما سمعها طمع أن تكون كلمة جزع، فوضع في صدرها فوسوس إليها فذكرها ما كانت فيه من النعم والمال والدواب، وذكرها جمال أيوب وشبابه وما هو فيه من الضر، وأن ذلك لا ينقطع عنهم أبدا. فصرخت، فلما صرخت علم أن قد جزعت فأتاه بسخلة فقال: ليذبح هذا إلى أيوب ويبرأ. فجاءت تصرخ: يا أيوب، يا أيوب.... حتى متى يعذبك ربك؟ ألا يرحمك؟ أين المال؟ أين الشباب؟ أين الولد؟ أين الصديق؟ أين لونك الحسن الذي بلي وتلدد فيه الدواب..؟ اذبح هذه السخلة واسترح. قال: أيوب: أتاك عدو الله فنفخ فيك فوجد فيك رفقا فأجبته، ويلك أرأيت ما تبكين عليه مما تذكرين مما كنا فيه من المال والولد والصحة والشباب من أعطانيه؟ قال [قالت؟؟]: الله.. قال: فكم متعنا؟ قال [قالت؟؟]: ثمانين سنة. قال: فمذ كم ابتلانا الله بهذا البلاء الذي ابتلانا به؟ قالت: سبع سنين وأشهرا. قال: ويلك... والله ما عدلت ولا أنصفت ربك، ألا صبرت حتى نكون في هذا البلاء الذي ابتلانا ربنا ثمانين سنة كما كنا في الرخاء ثمانين سنة! والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة حيت أمرتني أن أذبح لغير الله. طعامك وشرابك الذي أتيتني به علي حرام أن أذوق شيئا مما تأتي به بعد إذ قلت لي هذا، فاغربي عني فلا أراك. فطردت فذهبت، فقال الشيطان: هذا قد وطن نفسه ثمانين سنة على هذا البلاء الذي هو فيه، فباء بالغلبة ورفضه. ونظر إلى أيوب قد طرد امرأته وليس عنده طعام ولا شراب ولا صديق، ومر به رجلان وهو على تلك الحال ولا والله، ما على ظهر الأرض يومئذ أكرم على الله من أيوب فقال أحد الرجلين لصاحبه: لو كان لله في هذا حاجة ما بلغ به هذا. فلم يسمع أيوب شيئا كان أشد عليه من هذه الكلمة فقال: رب، فقام صحيحا وكسي حلة فجعل يلتفت فلا يرى شيئا مما كان له من أهل ومال إلا وقد أضعفه الله له، حتى ذكر لنا أن الماء الذي اغتسل به تطاير على صدره جراد من ذهب، فجعل يضمه بيده فأوحى الله إليه: "يا أيوب، ألم أغنك عن هذا؟" قال: بلى، ولكنها بركتك فمن يشبع منها. فخرج حتى جلس على مكان مشرف، ثم إن امرأته قالت: أرأيت إن كان طردي، إلى من أكله؟ أدعه يموت جوعا أو يضيع فتأكله السباع؟ لأرجعن إليه. فرجعت فلا كناسة ترى ولا تلك الحال التي كانت، وإذا الأمور قد تغيرت فجعلت تطوف حيث الكناسة وتبكي، وذلك بعين أيوب، وهابت صاحب الحلة أن تأتيه فتسأل عنه. (يتبع...)
|